شهدت أزمة اليسار الايطالي المعارض مساء أول من أمس تفاقماً مفاجئاً وعميقاً عندما اتهم المخرج السينمائي الايطالي الكبير نانّي موريتي زعامة اليسار بأنها "فاشلة وعاجزة عن تحقيق الانتصار على زعيم يمين الوسط الحاكم سيلفيو بيرلوسكوني". وطالب موريتي المرشح الايطالي للأوسكار لهذا العام بفيلمه الجميل غرفة الابن الزعماء اليساريين ب"الرحيل وترك الساحة لزعامات أكثر فاعلية"، مشيراً الى ان هذه الزعامة "لم تبدِ احتراماً لمواقف الناخبين والناخبات وأظهرت انها عاجزة عن التعبير عما يعتلج في نفوس الناس". مشكلة اليسار وقال موريتي ان "مشكلة اليسار الحالية هو انه سيحتاج الى جيلين أو ثلاثة أجيال حتى يتمكن من الانتصار" على بيرلوسكوني، وأضاف: "كنا نترقب ان تقوم الزعامة الحالية بممارسة النقد الذاتي عن الأخطاء التي ارتكبتها، لكن البيروقراطيين الذين يقفون خلفي على المسرح لم يفقهوا شيئاً من هذه الضرورة، لذا ليس في إمكاننا الانتصار بمعية زعامة مثل هذه". وجاءت تصريحات موريتي مساء أول من أمس على خشبة مسرح نصب في الهواء الطلق في أحد أكبر ميادين روما، لمناسبة تظاهرة أقامها اليسار المعارض للاحتجاج على سياسات بيرلوسكوني وموقفه من القضاء وللدعوة على ان يكون "القضاء متساوياً للجميع"، وذلك مطالبة كخضوع أقرب معاوني رئيس الحكومة الى التحقيق والاستجواب من قبل محكمة ميلانو. إقبال ضعيف وتميزت التظاهرة، خلافاً لسابقاتها بمشاركة جماهيرية ضئيلة، ما حدا بزعامات من التكتل الحاكم الى اعتبارها "فشلاً كبيراً واستهدافاً لزعيم الغالبية الحاكمة المنتخبة من الشعب"، وتأكيداً "لانهيار اليسار في ميدان المواجهة السياسية والانتخابية". وكان اليسار يسعى من وراء هذه الدعوات الى امكان الكشف عن أدلة على تورط بيرلوسكوني في عمليات الفساد السياسي ومراحل الارتشاء التي سادت في ايطاليا في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.