تهكّم رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلوسكوني على اليسار الأيطالي الذي ادّعى أنه حقق فوزاً جيّداً في الانتخابات البلدية التي شملت 14 مليون ناخب يومي الأحد والإثنين الماضيين. وقال بيرلوسكوني غداة إعلان النتائج: «يقولون أنني هُزمت. حسناً، هذا يعني أنني سأسعى دائماً الى الخسارة بهذا الشكل». وجاء كلام بيرلوسكوني رداً على تأكيدات زعيم الحزب الديموقراطي المعارض داريو فرانتشيسكيني بأن «النتائج أشّرت الى بداية نهاية اليمين الوسط» بزعامة بيرلوسكوني. وعلى رغم أن النتائج الانتخابية سجّلت تقدّماً طفيفاً في أصوات الحزب الديموقراطي في عموم البلاد، إلاّ آن تكتّل رئيس الحكومة حقق نجاحاً ملحوظاً بهيمنته على 25 مقاطعة في مقابل 8 مقاطعات كان يهيمن عليها. وبرزت الهيمنة بشكل واضح في ميلانو الصناعية وفي البندقية (فينيسيا) حيث خطف مرشّحا بيرلوسكوني في المدينتين موقع رئيس المقاطعة من الرئيسين السابقين المنتميين إلى تحالف المعارضة. وفيما لم تفلح الإنتخابات في زعزعة هيمنة بيرلوسكوني، تتّسع يوماً بعد آخر دائرة التحقيق القضائي في الملف الذي يقوده محققون وقضاة من مدينة «باري» الجنوبية حول اتّهام أحد مقرّبي رئيس الحكومة في سلسلة من عمليات «تشجيع البغاء وتجارة المخدّرات». وتحقق النيابة مع جانباولو تارانتينو «لإدخاله مجموعة من النساء إلى منزل رئيس الحكومة في روما». تارانتينو الذي صرّح قبل يومين عن أسفه لإقحام اسم بيرلوسكوني في هذه القضية بفعل «أخطاء ارتكبتها لأنني كنت أرغب في الظهور أمام الرئيس بمظهر لائق فقمت بمرافقة عدد من الصديقات إلى منزله». ولم ينف المتّهم إدخاله الفتيات إلى منزل الرئيس بل نفى أنه دفع إليهن المال مقابل ذلك، وقال: «لم أدفع لهن إلاّ مصاريف التنقّلات والإقامة في روما». ومن بين الفتيات مقدّمة برامج تنجيم حسناء تعمل في قناة تلفزيونية خاصة. وإضافة إلى التحقيق حول طبيعة تواجد الفتيات في منزل بيرلوسكوني فإن الملف يتجاوز ذلك إلى الجانب الأمني وضعف الحماية التي كان يُفترض أن تحظى بها منازل رئيس الحكومة في روما وفي سردينيا والتي تعتبر في عرف القانون الإيطالي مواقع حكومية حسّاسة، وخصوصاً فيلا تشيرتوسا بسردينا والتي اقام فيها عدد من قادة الدول الذين استضافهم بيرلوسكوني في الفيلا المذكورة، حيث التقط بعض الفتيات صوراً في غرف بيرلوسكوني وسجلن أحاديث خاصة. اما «المنجّمة» الحسناء باتريتسيا دادّاريو فسلّمت المحققين أشرطة صوتية كانت سجّلتها خفية خلال لقائها «الخاص» مع رئيس الحكومة. وتشير مصادر الى أن السيدة أمضت ليلتها في منزل بيرلوسكوني «لأنه هو الذي طلب مني ذلك شخصياً».