قالت مصادر سنغالية مطلعة ان حكومة دكار قررت وقف مفاوضاتها مع كونسورتيوم فرنسي - مغربي، يتكون من مجموعة "فيفاندي" والمكتب المغربي للكهرباء، في شأن تخصيص شركة كهرباء السنغال سينيليك الذي كان مقرراً ان يبدأ اليوم وفقاً لاتفاق سابق وقع في 14 كانون الاول ديسمبر الماضي في دكار. واضافت المصادر ان الطرفين لم يتوصلا الى اتفاق نهائي في شأن قيمة الصفقة التي تسمح بتملك 51 في المئة من راس مال الشركة السنغالية، التي تطالب بدفع مبلغ 95 مليون يورو 82.5 مليون دولار دفعة واحدة في حين اقترح الكونسورتيوم دفع مبلغ 63 مليون يورو وتسديد رسوم الاستغلال في ما بعد مقابل تدبير خدمات الكهرباء في السنغال لمدة 25 سنة. وفي حال عدم التوصل الى اتفاق قبل 28 شباط فبراير الجاري فإن المفاوضات السابقة ستعتبر لاغية ولا يترتب عليها أي التزامات من الجانبين. وأفادت المصادر ان الشركة السنغالية ستجري مفاوضات مع مجموعة "أي. إي. إس فرانتيير" الاميركية في حال عدم التوصل الى اتفاق مالي جديد مع الكونسورتيوم الحالي. وكانت الشركة الاميركية في المرتبة الثانية في المناقصة التي طرحتها الحكومة السنغالية في خريف العام الماضي لتخصيص قطاع الطاقة الكهربائية. وتعتقد المصادر ان دكار ربما باتت تفضل الشريك الاميركي على نظيره الفرنسي، مع امكانية منح دور للمكتب المغربي للكهرباء لحماية صالح الاطراف السنغالية التي ستحتفط بنسة 49 في المئة من رأس المال. وكان البرلمان المغربي اقر قانوناً يسمح لمكتب الكهرباء بالدخول في شركات استثمارية في الخارج. لكن الجهات المهتمة بالموضوع قالت ان الشركة الاميركية قد لا تستجيب للدعوة السنغالية في الوقت الحاضر بسبب صغر السوق المحلية وتغيير أولويات الاستثمار بالنسبة للشركات الاميركية منذ احداث 11 ايلول سبتمبر الماضي. وتساءلت الجهات نفسها عن السبب الحقيقي وراء فشل "فيفاندي" في استكمال صفقة تملك شركة الكهرباء في السنغال خصوصاً انها أعلنت نيتها التوسع في شمال غربي افريقيا، والسيطرة على قطاعات الاتصالات وتدبير خدمات الماء والكهرباء في أربع دول من المنطقة تشمل المغرب وموريتانيا وتونس والسنغال. وقالت مصادر سنغالية ان "فيفاندي" لم تلتزم "دفتر التحملات" الموقع مع الحكومة وتأخرت في تسديد المبلغ المتفق عليه، ما يلغي التزامات الحكومة السنغالية السابقة ويسمح لها بدعوة الشركات الاميركية لبناء محطة حرارية طاقتها 100 ميغاوات في العاصمة. ويتوقع المراقبون ان يؤدي انسحاب "فيفاندي" من المشروع السنغالي الى تعثر مشاريع اخرى لها في المنطقة، تشمل شراء نسبة 35 في المئة في "شركة اتصالات المغرب" مطلع السنة الجارية مقابل 2,3 بليون دولار، وتبعه فوزها بصفقة تدبير خدمات البلديات في طنجة وتطوان بكلفة 750 مليون دولار. كما تخطط الشركة الفرنسية للتوسع في بقية المدن المغربية ولدخول السوق التونسية. وتتفاوض "فيفاندي" حالياً لشراء حصص مجموعة "دراغادوس" الاسبانية وشركة كهرباء البرتغال في شركة "ريدال" الاسبانية - البرتغالية - المغربية التي تدير خدمات الماء والكهرباء والتطهير في العاصمة الرباط. وتطالب الشركتان بمبلغ 160 مليون يورو مقابل التخلي عن حصصهما في "ريدال" للشركة الفرنسية التي كان بلغ حجم نشاطاتها العام الماضي نحو 57 بليون يورو.