قال مصدر في وزارة الطاقة ل"الحياة" ان مجموعة "فيفاندي انفرنمنت" الفرنسية والمكتب الوطني للكهرباء المغربي سيعلنان قريباً تأسيس كونسورتيوم تجاري صناعي مشترك لانتاج الطاقة الحرارية في عدد من الدول الافريقية جنوب الصحراء خصوصاً السنغالوموريتانيا وبوركينا فاسو ومالي. وحسب المصادر فاز الطرفان الفرنسي والمغربي في صفقة تملك غالبية اسهم شركة "كهرباء السنغال" الحكومية سينيليك عقب منافسة دولية شاركت فيها مجموعة "الكترستي دو فرانس" ومجموعة "اسيان براون بوفري" السويدية والسويسرية. وسيتولى الكونسورتيوم المغربي الفرنسي شراء 51 في المئة من شركة "سينيليك" في حين ستحافظ الحكومة السنغالية على 49 في المئة من رأس المال وستعود اليها كذلك ملكية الاجهزة والبنيات الارضية وحقوق شراء الطاقة الكهربائية. ولم يكشف عن قيمة الصفقة التي تندرج ضمن برامج التخصيص السنغالية. وكشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان مكتب الكهرباء المغربي سيتملك 25 في المئة من اجمالي الحصص الجديدة وسيضع رهن المشروع اربع محطات لانتاج الطاقة تبلغ قدرة كل منها 20 ميغاواط سينقلها من طنجة وتطوان الى موقع "بلير" في العاصمة دكار وكانت هذه المحطات مكنت المغرب من مواجهة النقص في انتاج الطاقة في الثمانينات واستغنت عنها الآن بفعل مشاريع جديدة في المنطقة خصوصاً محطة "تاهدارت" التي تبلغ كلفتها 250 مليون دولار. ويحتاج مشروع الطاقة السنغالي كذلك الى تصويت البرلمان المغربي على تغيير القانون الاساسي لمكتب الكهرباء. وقال وزير الطاقة والصناعة مصطفى منصوري ان مشروعي الشراكة مع السنغالوموريتانيا في القطاع الكهربائي يستلزم لكي يصبح قابلاً للتنفيذ تغيير قانون المكتب الوطني لتمكينه من القيام بنشاطاته داخل المغرب وخارجه وانشاء شركات وفروع دولية تابعة له والسماح له المشاركة في طلبات العروض الدولية المتعلقة بالانشطة الكهربائية. واعتبر الوزير ان المشروع على المدى المتوسط يستهدف ربط دول الساحل الافريقي بالشبكة الكهربائية المغربية المرتبطة بدورها بالشبكة الاوروبية عبر اسبانيا والشبكة العربية عبر الجزائر وزيادة التعاون مع دول الجنوب ونقل التكنولوجيا الى افريقيا. وصادق مجلس المستشارين الاسبوع الماضي على تعديل قانون مكتب الكهرباء الذي يحتاج الى اقرار اضافي من مجلس النواب ينتظر اثارته قبل نهاية السنة الجارية على ان تنطلق اشغال بناء المحطات الكهربائية في النصف الاول من السنة المقبلة. كما يجري الاعداد لمساهمة مكتب الكهرباء المغربي في تطوير قطاع الطاقة في موريتانيا ويدرس المكتب اقتراحات موريتانية في هذا الشأن. وذكرت المصادر ل"الحياة" ان تلك المشاريع سبق واثيرت على مستويات عليا اثناء زيارة الملك محمد السادس الى كل من السنغالوموريتانيا مطلع السنة الجارية. وتملك مكاتب مغربية مشاريع تنموية في البلدين منها انشاء مطار دولي في داكار تنجزه شركات سعودية بالشراكة مع مكتب مطارات محمد الخامس في الدار البيضاء تموله الرياض بالكامل ضمن دعم سعودي لمجهودات التنمية في السنغال. وتنجز وزارة التجهيز المغربية طريقاً يربط بين شمال السنغالوجنوبموريتانيا بطول نحو 500 كلم ويمتد الى الزويرات تساهم في تمويله فرنسا لفك العزلة عن تلك المناطق وربطها بالشبكة الطرقية الممتدة الى المغرب عبر مدن الجنوب الاطلسي. وكانت "الخطوط المغربية" تملكت غالبية اسهم شركة الطيران "اير سنغال" قبل عامين، كما اشترت شركة "اتصالات المغرب" 51 في المئة من رأس مال شركة "موريتيل" اتصالات موريتانيا بنحو 50 مليون دولار مطلع السنة.