طوكيو - رويترز - بعد مرور نحو ستة اشهر على بدء الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة على الارهاب، تواصل الحكومات الآسيوية تحديث جيوشها وإعادة تقويم المخاطر التي تواجهها، الا ان قليلين يتبعون خطى واشنطن في رفع نفقات الدفاع. وقال محللون ان زيادة كبيرة اخرى منتظرة في المخصصات العسكرية في الموازنة السنوية للهند التي تعلن غداً الخميس، تمثل الاستثناء لا القاعدة في منطقة ما زالت في حال اقتصادية هشة حيث انكمشت معظم موازنات الدفاع بالنسبة الى الناتج الوطني على مدى عقد او عقدين. وقال عبدالرزاق باجيندا المدير التنفيذي لمركز الابحاث الاستراتيجية الماليزي في كوالالمبور: "ليس هناك تغير كبير منذ 11 ايلول سبتمبر، ببساطة لأنه ليس هناك من سيشتري معدات في وقت تحيط الشكوك بالمناخ الاقتصادي". وأضاف: "ليس هناك ما يشير الى انه ستحدث زيادة لنفقات الدفاع في هذه المنطقة"، مؤكداً ان الوضع الدفاعي لن يتغير تغيراً جوهرياً من جراء احداث 11 ايلول". وجاء ذلك في وقت طالب الرئيس الاميركي جورج بوش الكونغرس بزيادة نفقات الدفاع بمقدار 48 بليون دولار الى 379 بليون دولار عام 2003 . وتمثل الزيادة نسبة 12 في المئة بعد حساب نسبة التضخم وهي الاكبر منذ ذروة الحرب البادرة في عام 1981. ويعكس طلب زيادة الموازنة، دعوة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الى زيادة الإنفاق على اسلحة تكنولوجية متقدمة ووضع استراتيجية مبتكرة لفترة ما بعد الحرب الباردة لحماية الولاياتالمتحدة "من المجهول وغير المتوقع وغير المنظور". وينتاب الكثير من الحكومات الآسيوية شعور اكبر بعدم الامان بعد هجمات 11 ايلول، اذ ألقت سنغافورة القبض على 13 شخصاً يشتبه في صلتهم بأسامة بن لادن وقالت انهم كانوا يخططون لزرع سلسلة قنابل ضخمة في البلاد، بينما تساعد القوات الخاصة الاميركية الفيليبين في تعقب المتمردين الاسلاميين امتداداً لحرب واشنطن على الارهاب. غير ان آسيا لا تسير في خطى الولاياتالمتحدة، وقال محللون ان القادة العسكريين يعززون في صفة اساسية الدفاعات التقليدية لمواجهة مخاطر محلية محدودة، بدلاً من الاستعداد لحرب عالمية متطورة من وحي الخيال. وقال ستيوارت غودمان مدير معهد الدراسات العليا في اكاديمية الدفاع الاسترالية: "من الصعب للغاية رصد تحول كبير نحو مجالات امنية جديدة". وأضاف ان "الحرب على الارهاب تهديد عالمي بينما ينظر معظم الدول في ظل انعدام الشعور بالأمان إلى الداخل بصورة اكبر". واحتياجات آسيا في معظمها اقل غرابة من درع الدفاع الصاروخي الاميركية، مثل طائرات تجسس ودوريات بحرية لحل مشكلة القرصنة والهجرة غير القانونية. وقال عبدالرزاق: "على سبيل المثال اننا في ماليزيا ندرك انه توجد بعض عناصر المتطرفين الاسلاميين في هذا البلد، لكن مكافحتهم لا تتطلب شراء طائرات". وأشار كريستوفر لانغتون من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن الى اتجاه بين الدول الاكبر مثل الصين واستراليا والهند لتعزيز قواتها البحرية سواء بهدف الردع او استعراض القوة. وقال: "الدول الآسيوية، كل على حدة، تولي اهمية اكبر من الاوروبيين لزيادة النفقات الدفاعية التي يعتقد انها ضرورية". وقدر المعهد البريطاني ان نفقات الدفاع في شرق آسيا وأستراليا زادت الى 142 بليون دولار عام 2000، من 135 بليون دولار عام 1999، فيما ارتفع الرقم في جنوب آسيا الى 22 بليون من 21 بليون. وزادت الموازنة العسكرية الصينية زيادة تقع في خانة العشرات خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية، بينما رفعت الهند موازنتها الدفاعية بنسبة .813 في المئة العام الماضي. ويتوقع محللون في نيودلهي ان يكشف وزير المال ياشوانت سينها عن زيادة اكبر غداً. وقال محللون ان الهند تحرص على لعب دور اكبر في مجال الامن العالمي في اعقاب 11 ايلول، على ان يكون لها وجود بحري اضخم في المحيط الهندي. وقال روبرت كارنيول مراسل مجلة "جينس" الدفاعية في بانكوك انه من الخطأ اعتبار ما يحدث في آسيا سباق تسلح حتى مع تعرض باكستان لضغوط لزيادة النفقات العسكرية ايضاً. وقال: "النفقات العسكرية في آسيا خفضت خلال السنوات العشرين الماضية قياساً بنسبتها لإجمالي الناتج المحلي باستثناء عدد قليل من الدول".