} أعلن وزير المال الصيني كسيانغ هواشينغ أمس الثلثاء أن موازنة 2001 تتضمن عجزاً قياسياً قيمته 31 بليون دولار. وأكد أن بلاده تعتزم مواصلة سياسة اقتصادية موجهة لدعم الطلب. بكين - أ ف ب - قدم وزير المال الصيني أمام الدورة السنوية للجمعية الوطنية الشعبية البرلمان الصيني موازنة بعجز مقداره 8.259 بليون يوان، بزيادة نسبتها 4 في المئة عن العجز في عام 2000. ويتوقع أن تنفق الحكومة المركزية والأقاليم ما مجموعه 1735 مليون يوان السنة الجارية، بزيادة نسبتها 3.9 في المئة عن الانفاق العام الماضي، فيما ستبلغ العائدات 1476 بليون يوان، بزيادة 3.10 في المئة. وسيُخصص القسم الأكبر من النفقات لأعمال البنى التحتية للعام الرابع على التوالي، في الوقت الذي يبدو الوضع الاقتصادي العالمي متقلباً، ما قد يؤثر على الصادرات الصينية. ويمثل العجز في الموازنة نحو 7.2 في المئة من اجمالي الناتج المحلي، أي دون مستوى الخطر. إلا أنه سيتعين على بكين اخراج 201 بليون يوان من خزينتها لتسديد قروض يتسحق دفعها السنة الجارية، أي بزيادة 27 في المئة عن العام الماضي. وفضلاً عن العجز في الموازنة، سيتعين على الحكومة إصدار سندات خزينة بقيمة 500 بليون يوان 60 بليون دولار، وهو رقم قياسي آخر يضم 40 بليون يوان من السندات الصادرة لحساب الأقاليم. ولدعم الطلب الداخلي، تعتزم الحكومة تخصيص 8.10 بليون يوان لزيادة رواتب الموظفين. وخارج الموازنة، ستصدر الحكومة أيضاً سندات خزينة خاصة بقيمة 150 بليون يوان بهدف تمويل أشغال كبرى في البنى التحتية لا سيما في غرب البلاد، الذي لا يزال متخلفاً إلى حد كبير. وفي ما يتعلق بالنفقات العسكرية بشكل عام، قال الوزير إنها ستسجل ارتفاعاً قياسياً بنسبة 7.17 في المئة العام الجاري، أي بمعدل يفوق بشكل ملحوظ معدل الأعوام القليلة الماضية، على خلفية التوتر المستمر مع تايوان. وأوضح أن الأموال المخصصة للدفاع الوطني ستبلغ 141 بليون يوان 17 بليون دولار. ويشار إلى أن هذه الزيادة تفوق في شكل ملموس الزيادة المرتقبة لكامل النفقات في الموازنة التي قدمها كسيانغ بزيادة 3.9 في المئة. وهي تأتي على خلفية استياء الصين مما يجري في تايوان، حيث أنها لم تنظر بعين الرضا إلى انتخاب شين شوي - بيان الذي ينادي حزبه بالانفصال النهائي للحزيرة عن الصين اللتين يحكمهما نظامان منفصلان منذ فوز الشيوعيين في بكين عام 1949. وحذرت بكين من ان إعلان الاستقلال في تايبه سيعني الحرب. كما هددت باللجوء إلى القوة إذا تأخرت الجزيرة كثيراً في التفاوض حول إعادة انضمامها إلى الصين. ووفقاً للموازنة الجديدة، فإن النفقات العسكرية تمثل 47.1 في المئة من اجمالي الناتج المتوقع للسنة الجارية، في مقابل 37.1 في المئة العام الماضي، ونحو 4 في المئة في الولاياتالمتحدة. لكن هذه الموازنة تعتبر أنها لا تعكس الأرقام الحقيقية، لأنها لا تتضمن النفقات المتعلقة بالتجهيزات والأبحاث والتنمية، وكذلك تقاعد العسكريين. وقال روبرت كارنيول، المراسل الآسيوي لمجلة الدفاع البريطانية "جينس"، إن الموازنة العسكرية الصينية الحقيقية هي أكبر ب3 أو 4 أضعاف. ويعتبر الجيش الصيني الأكبر في العالم من حيث العدد. وبعد أن كان يعد 2.4 مليون عنصر مطلع الثمانينات، انخفض عدده تدريجاً إلى 2.3 مليوناً مطلع التسعينات. وتم تنفيذ خفض جديد ب500 ألف عسكري العام الماضي، في حين اضطر الجيش للانفصال عن امبراطوريته التجارية الواسعة التي كانت تشكل مصدراً مهماً للعائدات.