يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة اليوم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، وقالت مصادر سياسية مصرية إنهما سيبحثان في التدهور الحاصل في المنطقة من جراء الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية. وأشارت الى أن القمة المصرية - الاردنية ستتناول نتائج زيارة العاهل الاردني الاخيرة الى واشنطن، كذلك الملفات التي سيبحثها الرئيس المصري خلال زيارته الوشيكة الى واشنطن في الثاني من آذار مارس المقبل. من جهة أخرى، يستقبل مبارك اليوم وزير خارجية الدنمارك بيتر ميلر ويستعرضان معاً الجهود الأوروبية الحالية لاحتواء التدهور في الاراضي الفلسطينية. ويلتقي مبارك بعد غد الخميس الممثل السامي للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. وكانت القاهرة احتجت بشدة على قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بشأن تحديد تحركات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله. وقال وزير الخارجية المصري احمد ماهر ان هذا القرار لم ينه الحصار غير القانوني على عرفات، واعتبره تراجعاً عما سبق وتعهد به رئيس وزراء إسرائيل ارييل شارون من أنه اذا تم القبض على المتهمين بقتل وزير السياحة الاسرائيلي السابق فإن الحصار سيلغى فوراً. وقال ماهر إن القرار الإسرائيلي هو استمرار للسياسة العدوانية الموجهة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته لعرقلة أي تقدم يسمح باستئناف المفاوضات السياسية والتوصل الى تسوية عادلة للمشكلة الفلسطينية تضمن حقوق جميع الأطراف وتحقق الأمن لها. وأكد أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية تهدم أي احتمالات لبناء الثقة بين الجانبين. ودانت الحكومة الاردنية بحزم امس قرار اسرائيل مواصلة فرض الحصار على الرئيس الفلسطيني واعربت عن قلقها حيال هذا التدبير أ ف ب. وقال الناطق الرسمي للحكومة وزير الاعلام محمد العدوان: "تلقت الحكومة الاردنية بعميق القلق قرار الحكومة الاسرائيلية مواصلة الحصار على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وتعتبر هذا الاجراء تحدياً لارادة الشعب الفلسطيني وسلطته الشرعية المنتخبة وتعطيلاً للجهود العربية والدولية لتهدئة الموقف والخروج من الازمة القائمة واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي". واضاف ان الحكومة الاردنية "تدين هذا الموقف غير البناء الذي لا يعكس جدية ورغبة الجانب الاسرائيلي في الخروج من الازمة وانهاء دوامة العنف والانتقال الى طاولة المفاوضات بعدما قامت السلطة الوطنية الفلسطينية بتنفيذ الخطوات المطلوبة منها". واكد ان "الرئيس عرفات هو الرئيس الشرعي المنتخب للشعب الفلسطيني والشريك الاساسي في عملية السلام وان على الحكومة الاسرائلية التعامل معه اذا ارادت تحقيق الاستقرار واعادة الهدوء". واضاف العدوان وهو ايضاً وزير الدولة للشؤون السياسية، في بيان ان "الحكومة الاردنية تدعو الحكومة الاسرائيلية لاعادة النظر في سياستها وقراراتها منعاً للمزيد من التدهور والانزلاق نحو دائرة جديدة من العنف وايجاد مخرج يحقق السلام للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي". وكان ماهر تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الاميركي كولن باول أثار ماهر خلاله موضوع ابقاء الحصار على عرفات وخطورته على الأوضاع في الاراضي الفلسطينية وفي المنطقة عموماً. ورد باول بأن النص الرسمي للقرار الإسرائيلي لم يصل اليه بعد. كما تلقى ماهر سلسلة اتصالات من وزراء خارجية الكويت ولبنان وجنوب افريقيا لتقديم العزاء في ضحايا حادث قطار الصعيد المنكوب.