عاد الى مصر المفكر الكبير عبدالرحمن بدوي، بعد أربعين عاماً من "المنفى" والجفاء. عاد صاحب "الزمان الوجودي"، مريضاً، لكي يُعالج على نفقة الدولة التي لم تمنحه طوال السنوات الكثيرة الماضية ما هو جدير به من تقدير وتكريم. وعندما فاز عبد الرحمن بدوي بجائزة الدولة التقديرية قبل أقل من خمس سنوات، رفضها صاحب "فضائح الباطنية"، ليس لأنها وصلت متأخرة سنوات طويلة فحسب، بل اساساً لأنه كان دخل في حال من "المرارة" العميقة تجاه بلده والبلاد العربية تبعاً لما لاقاه فيها كلّها من سوء معاملة، بلغت حد سجنه في أحد البلدان العربية. وهكذا كان عليه أن يفضّل الرجل وحدته الشخصية والفكرية في غرفة داخل فندق باريسيّ على أوطانه العربية بأسرها. عبدالرحمن بدوي صاحب الخمسة والثمانين عاماً، والمئة والخمسين كتاباً، ما بين ترجمة وفكر فلسفي وتحقيق وأدب وتاريخ وسيرة، كان آخرها - قبل عامين - سيرته الذاتية التي سببت زوبعة عاصفة في حياتنا الثقافية، لما احتوته من حدة في التعبير وعنف في الرأي شمل الكثير من أقطاب الحياة السياسية والفكرية. حياة تراجيدية عاشها هذا الرجل الصعب، المتشكك الضجر، صاحب "الموت والعبقرية"، بين القاهرة والكويت وطرابلس الليبية ثم باريس، عاصر فيها رجالاً وأنظمة حكم وتيارات سياسية وقادة وأدباء، بما جعلها عريضة خصبة، وإن كانت مفعمة "بالشطحات" التي تشبه "شطحات الصوفية". "كيف استطاع عمرٌ واحدٌ أن ينجز أكثر من مئة وخمسين كتاباً، بمعدل كتاب واحد كل أربعة أشهر، وفي مواضيع متفرقة، تنتمي إلى اكثر من حضارة، على الأقل من حضارتين مختلفتين، الإسلامية والغربية، ومن ثقافات متعددة داخل كل حضارة: العربية والفارسية والتركية والهندية داخل الحضارة الاسلامية، والالمانية والفرنسية والاسبانية والايطالية داخل الحضارة الأوروبية". بهذا التعجب في صيغة سؤال بدأ الكاتب حسن حنفي دراسته التي ألقاها، قبل خمس سنوات، في احتفال الجمعية الفلسفية - آداب القاهرة - ببلوغ عبدالرحمن بدوي عامه الثمانين صدرت دراسات هذا الاحتفال وغيرها في كتاب تذكاري أشرف عليه دكتور احمد عبدالحليم عطية. يحاول حسن حنفي أن يقدم بنفسه إجتهاداً في الاجابة عن سؤاله المتعجب، فيقول إنه يمكن التعرف على دوافع عدة لهذا التأليف على الاتساع: منها ما يتعلق بالحال الراهنة للفلسفة في الجيل الماضي، ومنها ما يتعلق بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والمهنية العامة في مصر. حاول الجيل الماضي منذ نشأة الجامعات المصرية - بحسب حنفي - أن يؤسس كل شيء، وأن يعطي اساساً عاماً للفكر الفلسفي في مصر، لا فارق بين دراسات اسلامية ودراسات غربية، تأليفاً أو تحقيقاً أو ترجمة، فلسفة أو أدباً، جامعياً أو ازهرياً، مصرياً أو عربياً أو أجنبياً. بل إن الذي اشرف على الفيلسوف الشامل في رسالته للدكتوراه كان عميد الأدب العربي طه حسين. كان الفراغ الكبير يحتاج الى ملء أولي في كل الميادين، ومن دون هذا الحد الادبي من الثقافة الفلسفية على الاتساع، لا يمكن أجيالاً قادمة أن تبني وتشيد في العمق أولاً وفي الارتفاع ثانياً. فبدوي ينتمي الى جيل ارساء القواعد ووضع الأسس، مثل طه حسين وأمين الخولي ومصطفى عبدالرازق وعثمان أمين وتوفيق الطويل وزكي نجيب محمود وغيرهم. فلولا الجيل الأول ووضع الأساس لما أمكن الأجيال القادمة التحول من الاتساع الى العمق، ومن الاساس الى البناء ومن القواعد الى البيت. وقد يكون السبب جامعياً. فابن الثمانين استاذ جامعي يدرِّس كل شيء: تاريخ الفلسفة اليونانية والوسطى والحديثة، والاسلامية في كل أنواعها، والعلوم الفلسفية: المنطق ومناهج البحث، والأخلاق والسياسة وفلسفة التاريخ. وكان هو مؤسس القسم الأول، والاستاذ الاول، والمؤلف الأول. فكتب في كل المقررات لإفادة الطالب، فكان صاحب صنعة مثلما كان رائد حرفة التأليف الجامعي والكتاب المقرر والتوزيع على الطلاب. يضاف الى ذلك - يواصل حسن حنفي - الرغبة في العزلة والمزاج الحاد والعبوس الدائم والجدية الصارمة، حتى أصبح البحث العلمي جزءاً من المزاج النفسي والتكوين البدني. وعلى رغم "هموم الشباب" و"اعترافات ساقطة" و"يوميات احدى بنات الهوى" خشي الزملاء والتلاميذ والاصدقاء الاقتراب منه مخافة أن يصيبهم منه الامتهان والأذى. وكان من نتيجة هذه الشخصية المركبة أن امتلأت نفس "الفيلسوف الشامل" بذاته امتلاءً مدهشاً. فهو في نظر نفسه الفيلسوف الأوحد، والمفكر الأوحد، والمحقق الاوحد: سواه ليس ثم من أحد، وسوى عمله ليس ثم من عمل. يذكر حسن حنفي ان بدوي حينما وضع "موسوعة الفلسفة" لم يضع في جزئها الاول من الفلاسفة العرب سوى عبدالرحمن بدوي نفسه، ولم يضع في جزئها الثاني سوى استاذه مصطفى عبدالرازق. وتشغل مادة بدوي - التي كتبها الرجل عن نفسه - 25 صفحة بينما تشغل مادة سقراط 20 صفحة، وبرغسون 20 صفحة، وديكارت 11 صفحة. ولا يفوقه كماً إلا ارسطو 35 ص وأفلاطون 37 ص وفيخته 30 ص. الذات ضرورة روحية عن "الفلسفة السياسية في كتابات عبدالرحمن بدوي" كانت دراسة عبدالمنعم تليمة، التي أوضح فيها أن قلة عناصر السياسة العلمية والنظرية في كتابات بدوي هي بذاتها موقف سياسي، وأن شحوب الفلسفة السياسية في مذهبه الفلسفي هو بذاته موقف فلسفي. وغنيٌ عن الذكر أن الفيلسوف الوجودي المتوحد المستوحش كان له مسار سياسي معروف، عرضه هو بنفسه في سيرته التي كتبها للموسوعة الفلسفية، ثم عرضها مفصلةً في مذكراته التي صدرت قبل عامين وأحدثت دوياً هائلاً: كان عضواً في حزب مصر الفتاة 1938 - 1940، ثم عضواً في اللجنة العليا للحزب الوطني الجديد 1944 - 1952، واختير عضواً في لجنة الدستور التي كلفت في كانون الثاني يناير 1953 وضع دستور لمصر، وكانت تضم صفوة السياسيين والمفكرين والقانونيين خمسون عضواً، وأسهم خصوصاً في صوغ المواد الخاصة بالحريات والواجبات، وأتمت اللجنة وضع الدستور في آب اغسطس 1954. لكن القائمين على ثورة تموز يوليو لم يأخذوا به بسبب ما فيه من تقرير وضمانات للحريات والحكم الديموقراطي السليم. ويرصد تليمة أن بدوي قدم الذات الفردية في ما يتصل بالشخصية والحرية والتاريخ تقديماً غالياً، وجعل لهذه الذات في العالم قيمة مطلقة، وجعل جوهر هذه الذات يتبدى في الشعور والوجدان، وجعل الادراك في خدمة الشعور، والعقل في خدمة الوجدان. ويمكن التأويل السياسي الذي يعتدّ ب"ظاهر" هذه الصيغة ان ينتهي الى استعلائية تنطلق من الذات الفردية لتقفز مباشرة الى النخبة او الصفوة من دون نظر الى السواد، المجموع، الشعب. بيد أن تليمة يقترح قراءة ثانية غير قراءة الظاهر القريب المباشر: هذه القراءة تضع صيغة عبدالرحمن بدوي الفلسفية السالفة في "تاريخيتها" التالية: كانت مصر الحديثة - ولا تزال - تفتش عن "الذات". والمغزى العميق لهذا التفتيش تحرير ذات المصري العربي من كوابح التقليدية الموروثة عن العصور المتأخرة، وتحرير ذات مصر العرب من قهر تلك الموروثات ذاتها مع قهر الاستبداد المحلي والخارجي. هذا التفتيش عن الوجدان الذاتي والجماعي وجد مجلاه في حركة رومانطيقية عريضة تبدت في الإبداعات الادبية والتشكيلية والموسيقية، كما تبدت في الصيغ الفكرية، بل وتبدت في مناهج البحث والتفسير والتأويل. إن حاجات النهوض عصمت الابداع الرومانطيقي المصري والعربي من عزل الذات عن سواء الناس، ومن استعلاء الفرد الأعلى والأقوى على المجموع. وفي قلب هذا التوهج الرومانطيقي المصري والعربي كانت صيغة عبدالرحمن بدوي ضرورة فكرية وروحية معاً. فراق التلميذ والاستاذ الخصم الأكبر لعبدالرحمن بدوي في حياتنا الفكرية هو محمود أمين العالم، الذي كان في الاصل التلميذ الأكبر لبدوي، ولذلك كان طبيعياً ان يقدم العالم في بحثه "كشف حساب" مع بدوي ومع نفسه: في هذا الكشف تتبع العالم نشأته هو في احضان الوجودية، متأثراً في ذلك بعبدالرحمن بدوي. ثم عرض لتشتته بين ثلاثة أقطاب كبار تنازعوه تنازعاً: بدوي بوجوديته، ولويس عوض باشتراكيته الديموقراطية، ويوسف مراد بنزعته التكاملية في علم النفس. مع ما كان يرفرف فوق هؤلاء جميعاً من مناخ اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال 1946 بأفقها التقدمي، الاشتراكي العلمي. على أن بذور التخالف والتضاد كانت كامنة منذ البداية بين الاستاذ والتلميذ، حتى قبل أن ينتقل التلميذ تماماً الى صفوف الفكر المادي الجدلي. فمن البدء "كان عبدالرحمن بدوي يمارس نيتشويته نسبة الى نيتشه فيلسوف القوة والامتياز ممارسةً استعلائيةً تقيم بينه وبين طلبته والآخرين عامة مسافة شاسعة غامضة. وكنت أرى في ذلك معنى نيتشوياً أصلياً أفهمه وأقدره وأتأمله في رهبة"، بينما التلميذ يقول: "كنتُ أستشعر نيتشويتي على نحو مغاير، اذ كانت عندي اقرب الى المغامرة الحية التي تسعى الى تجاوز كل ما هو سائد متعارف عليه، وكل ما هو ركيك مبتذل ضعيف، ولكن برفيفٍ شعري روحي رومانسي". هذا الرفيف الشعري الروحي هو ما أدى الى افتراق التلميذ عن استاذه، حتى أعلن التلميذ بوضوح: "ان الوجودية ليست هي الفلسفة التي نريدها في شرقنا العربي. إننا نتطلع الى فلسفة تعكس ايماننا بالعلم وقوانينه الموضوعية وتعكس احترامنا للتاريخ الانساني الجليل". أما أنور عبدالملك، فدعا الى تكريم عبدالرحمن بدوي بما يليق به، مشيراً الى تقصير مصر المحروسة في حق امتنا وحضارتنا بتقصيرها في تكريم عبدالرحمن بدوي، مؤكداً أننا نعيش في عصر ارتفع لواء الفكر الفلسفي الى مستوى ما كان عليه في عصر ابن سينا وابن رشد والفارابي وابن خلدون، بفضل كوكبة من الاساتذة، في مقدمهم عبدالرحمن بدوي. فهل تستجيب مصر المحروسة نداء أنور عبدالملك؟. "آن لنا أن ننفذ الى صميم الحركة الروحية في الاسلام". هكذا يقول عبدالرحمن بدوي في تقديمه كتابه المهم "شخصيات قلقة في الاسلام"، وهو الكتاب الذي صدر عام 1964، ويعد واحداً من اجرأ ما كتب بدوي، الذي هو بدوره "شخصية قلقة" في تاريخنا الحديث. والكتاب اختفى عن الانظار بعد صدوره بقليل، لا نقول "صودر"، ولكنه احتُجب وغاب، شأنه في ذلك شأن كتابه الجريء الآخر "من تاريخ الإلحاد في الاسلام". يتعرض "شخصيات قلقة" لسليمان الفارسي والحلاج والسهروردي. وبعد ان يؤكد ضرورة النفاذ الى صميم الحركة الروحية الاسلامية، يقرر بدوي بشجاعة أن ليس معنى ذلك أننا نلعن هذه الحركات كل اللعنة، بل لا نرى غضاضة في قيامها، بل نحن ندعو الى ايجادها في اللحظة التي تكون النزعات التأويلية المغالية استنفدت امكاناتها في مرحلة ما. كما ان هناك سبباً لا يقل جوهرية، لتوجه بدوي الى الحياة الروحية في الاسلام، ذلك ان المفكر الوجودي يرى أن هناك الكثير من الاواصر التي تربط الفلسفة الوجودية بالتيارات الباطنية الاسلامية، ولا سيما الاتجاهات الصوفية منها، حتى ليمكنه اكتشاف دعامات وجودية في تراثنا الاسلامي الفلسفي. ويتضح هذا الربط جلياً في مقدمته الشهيرة لكتاب "الاشارات الالهية" لأبي حيان التوحيدي. فبدوي يرى في التوحيدي اديباً وجودياً في القرن الرابع الهجري، ويقيم دراسته على تقصي وجوه المشابهة بين التوحيدي وفرانز كافكا، وبين التوحيدي وألبير كامي: الغريب. وهو يورد حديث التوحيدي عن الغريب باعتناءٍ شديد، ويحلله من زاوية وجودية بمعزة ظاهرة. يقول التوحيدي: "هذا غريبٌ لم يتزحزح عن مسقط رأسه، ولم يتزعزع عن مهب أنفاسه. وأغربُ الغرباء من صار غريباً في وطنه". فالغريب الحق - يقول بدوي تحليلاً للتوحيدي - ليس ذلك الذي نأى عن وطنٍ بُني بالماء والطين، وبَعُد عن آلافٍ منه، عهدهم الخشونة واللين، وإنما هو الذي "طالت غربتُه في وطنه، وقلّ حظه من حبيبه وسكنه"، فهو في وطنه غريبٌ، وتلك هي الغربة الوجودية ذات المعنى العميق، لأنها احساس بالوحدة الذاتية المطلقة التي يحملها الانسان في داخل نفسه أينما حل وحيثما سار، وفي أي وسط كان. فالوطن المادي لا معنى له اذا قيس بالوطن الروحي الذي تقطنه تلك النفوس الشاردة. ولسنا نجد مصداقاً لهذه المضاهاة الباهرة في كتبه الفلسفية او اختياراته الصوفية فحسب، بل اننا نجدها كذلك في دواوين شعره الثلاثة نشيد الغريب، مرآة نفسي، هموم الشباب، وتتجلى هذه النزعة الاغترابية في مضامين القصائد بصرف النظر عن مستواها الفني، الذي هو في الواقع ذهني هزيل، كما تتجلى في صورة أشد قتامة في اهداءاته التي هي أكثر تجسيداً لروحه الوجودية من كل شعره. أما كتابه الأدبي "الحور والنور" 1979 فهو خطابات متبادلة مع شخصية انثوية - واقعية أو خيالية - تدعى سلوى، تعبر عن غربة الروح مثل التوحيدي: غربته في الوطن، وغربته في العالم كما يقول حسن حنفي. يقول بدوي في إهدائه: "إلى سلوى، ابتهال واعتراف: أعيش في وطني، ووطني منفاي. تمرح الدنيا من حولي وكأني أنا وحدي الذي أنوح". الولع بالمتناقضات كيف جمع عبدالرحمن بدوي بين نيتشه وفلسفة القوة وبين الصوفية والحلاج والتوحيدي؟ وكيف جمع بين الحزب الوطني ومصر الفتاة وبين السهروردي ورابعة العدوية وأفلاطون؟ وكيف جمع بين هتلر والكويت ودستور 54 وبين حسّيته التي صورها بقوله "ودعتُ العشرين وشارفت الثلاثين، أي ودعت الغرام الطاهر الموحد، واندفعت مرغماً في أتاويه الجسد، أصبّ في كأس الخيبة المبكرة دماء الحواس اللاهثة"؟. هذه كلها اسئلة تجيب عنها كلمات قليلة من رسالة "سلوى" إليه: "أنت الولوع بالمتناقضات، المحب للمفارقات، لأن فيها ذلك التوتر الحي الذي ترى فيه أنت سرّ الوجود. أيها الوجودي المليء بالمفارقات". على أن بدوي نفسه كانت له اجابة مختلفة عن هذه الاسئلة، وهي اجابة عملية تجلت عبر السنوات العشر الاخيرة، حينما اتجه الى انتاج مجموعة كتب تدافع عن الاسلام ضد خصومه، في محاولة للوصول الى السلام مع النفس، بعد سنوات القلق والشك والاضطراب، وهو بذلك يمشي على خطى بعض كبار المفكرين الذين اتجهوا - بعد رحلة من البحث العقلاني المتسائل - الى سكينة النفس في رحاب اليقين الايماني المطمئن. هكذا فعل العقاد وطه حسين ومصطفى محمود ومصطفى عبدالرازق وغيرهم. فهل سكنت روح بدوي القلقة؟ وهو يرقد الآن في المستشفى مريضاً، بعدما دعته الدولة التي أنكرته وأنكرها للعلاج على نفقتها. وهل وجد "الوجودي المليء بالمفارقات" انسجام العقل والبدن، بعد غياب عن وطنه يزيد على أربعين عاماً، وهو يتأمل حياته المضطربة الموّارة الطويلة؟ وهل نشطُّ اذا تساءلنا مع أنور عبدالملك: كيف لا تدرك مصر أن في عنقها - بل في أعناقنا جميعا - ديناً عظيماً لهذا المفكر العالم الذي كوّن جيلاً بعد جيل من كبار الأساتذة والمفكرين في ارضنا المصرية والعربية، وأثرى حضارتنا المصرية والعربية بمكتبة موسوعية في أرفع طراز؟ * شاعر وناقد مصري.