سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شدد في مدريد على ضرورة اعتبار السلطة الفلسطينية "مصدر الانضباط الوحيد" . بيريز يعتبر مبادرة الأمير عبدالله "بالغة الأهمية" وبيكيه يوافقه ويؤكد ضرورة قيام دولة فلسطين
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز للمسؤولين الاسبان أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون "لن يلحق بالرئيس عرفات أي أذى"، وأنه شارون "يعرف جيداً أن الحل الصحيح للأزمة القائمة يمر عبر انشاء دولة فلسطينية". وسئل بيريز عما يعني بكلمة "أذى" بعد كل ما عاناه الرئيس الفلسطيني خلال الأشهر الماضية، فقال إنه يعني ما "تقوله هذه الكلمة بحد ذاتها". وأضاف: "من الخطأ أن نفكر أن بإمكان إسرائيل أن تبحث عن بديل لعرفات". والتقى بيريز خلال الساعات القليلة التي قضاها في اسبانيا رئيس الوزراء خوسيه ماريا اثنار بصفته رئيساً للاتحاد الأوروبي ووزير خارجيته جوسيب بيكيه ورئيس الحزب الاشتراكي العمالي مانويل تشافيس والأمين العام لهذا الحزب خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو. ووصف خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره بيكيه الرئيس عرفات ب"الشريك الذي اختاره شعبه ديموقراطياً"، موضحاً أن "مسألة اختيار الشعب الفلسطيني لزعيمه هو أمر لا يعني دولة إسرائيل". وطالب عرفات ببذل جهد أكبر لوقف "أعمال العنف" ليتحول من "مجرد عامل في مسيرة السلام إلى بطلها". وأكد ضرورة اعتبار السلطة الوطنية الفلسطينية بمثابة "مصدر الانضباط الوحيد". ودافع بيريز أمام المسؤولين الاسبان عما توصل إليه مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وقال إن هذا "التفاهم التمهيدي" لم توافق عليه بعد حكومة إسرائيل. وأشار إلى أن المبادرة التي وضعها مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء "تحتاج إلى دعم أوروبي من دون أن نترك جانباً مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله التي نعتبرها بالغة الأهمية، إذ أن هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها هذا البلد نداء مشابهاً من أجل السلام". واعترف بالخلاف في وجهات النظر مع رئيس حكومته شارون، لكنه أكد أن حزبه العمل لن يغادر الائتلاف الحكومي. وقال إن شارون "ليس على هامش تحركاتي وأفكاري التي بإمكاني أن ادافع عنها بطريقة أفضل داخل الحكومة". وانتهى إلى القول إن الشرق الأوسط بكامله اليوم هو بيد اسبانيا التي ترأس الاتحاد الأوروبي، ومنها انطلق خافيير سولانا مسؤول الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي وميغيل انخيل موراتينوس المبعوث الأوروبي الخاص إلى الشرق الأوسط، وأضاف: "انتبهوا أن مسؤوليتكم كبيرة". أما وزير خارجية اسبانيا فقال: "إن من الخطأ أن نمنح الأمن أولوية على المسيرة السياسية"، واتفق مع بيريز في ما يخص مبادرة ولي العهد السعودي، مؤكداً أن القمة العربية في بيروت الشهر المقبل هي المكان الملائم لدعم "وثيقة" الأمير عبدالله. ودافع بيكيه باسم الاتحاد الأوروبي مرة ثانية عن ضرورة إعلان دولة فلسطين "على ألا يكون ذلك من جانب واحد، فهذا الإعلان سيقود إلى طريق السلام. السلام العادل والشامل يأتي إذا ما تعايشت دولتان: الأولى فلسطين على أن تكون قابلة للحياة وديموقراطية، والثانية إسرائيل بحدودها الدولية المعروفة والآمنة. كل ما هو خارج ذلك من الصعب أن يكون سلاماً حقيقياً". وكان بيريز اجتمع مع رئيس حكومة الأندلس المحلية رئيس الحزب الاشتراكي مانويل تشافيس واتفق معه على تنفيذ مشروع معلوماتي في اريحا تموله حكومته المحلية، وعلى إمكان أن تستقبل منطقة الأندلس المنتدى السنوي بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، بالإضافة إلى لقاء بين السياسيين الشباب من الفلسطينيين والإسرائيليين ولقاء للثقافات الثلاث. كتساف من جهة أخرى، رحب الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف بمبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله حول حل النزاع العربي - الإسرائيلي، وقال إنه يجب تشجيع مبادرة السلام السعودية "مثلما يجب تشجيع كل اقتراح من جانب الدول العربية يهدف إلى احلال السلام في المنطقة، والاعتراف بدولة إسرائيل". وجاءت أقوال كتساف بعيد لقائه في القدس رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الذين يزورون إسرائيل.