أنهى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قمتهم غير الرسمية في مدينة كاثيريس الغربية الاسبانية بإعلان اعتمادهم وثيقة "بيريز - أبو العلاء" تمهيدا لاستئناف مفاوضات السلام ووضع مشكلة الشرق الأوسط في طريق حل يرضي الجميع على رغم انهم عبروا عن تشاؤمهم من "الاجواء غير المشجعة لذلك" حسب تعبير وزير الخارجية الاسباني جوسيب بيكيه. ففي مؤتمر صحافي عقده بصفته رئيساً "دورياً" لمجلس وزراء الاتحاد وشارك فيه رئيس المفوضية رومانو برودي ومسؤول الأمن والخارجية خافيير سولانا، أكد بيكيه "انه كان هناك شبه اجماع على الموقف الذي طالما عبر عنه الاتحاد الأوروبي وحق الفلسطينيين في اقامة دولة لهم اذا ما استدعت الأمور ذلك، ولا نزال على موقفنا من هذه الدولة وسنعترف بها لدى قيامها". واشار الى ضرورة تركيز الجهود اليوم على كسر الجمود الذي يعتري مسار السلام عبر تنفيذ سلسلة من الاجراءات السياسية ستقوم الرئاسة الأوروبية بتقديمها في القمة المزمع عقدها في 19 الجاري، مضيفا: "يجب عدم التركيز على الأمن فقط". وكانت ايطاليا تقدمت بوثيقة تقترح فيها عقد مؤتمر دولي جديد للسلام في الشرق الأوسط، لكن وزراء الخارجية الأوروبيين رأوا ان المؤتمر سابق لأوانه، وفضلوا اقتراحاً "فرنسياً" يقضي بإقامة دولة فلسطينية أولاً ثم اجراء انتخابات تشريعية فيما تكثف الدول المانحة دعمها الاقتصادي لهذه الدولة وشعبها. واكدوا ضرورة توفير الاجواء الأمنية والمادية اللازمة لاجراء انتخابات هادئة وطالبوا الرئيس ياسر عرفات بتحمل مسؤولياته كاملة، كما طالبوا اسرائيل بتخفيف القيود المفروضة على عرفات. وانتقد بيكيه الولاياتالمتحدة لعدم تدخلها الكامل في عملية السلام وطالبها ببذل جهد اكبر من أجل ذلك. وكان سولانا صرح بان "شارون ليس صاحب القرار في خلافة عرفات"، وذلك بعدما كانت وسائل الاعلام تناقلت نبأ عن الاذاعة الاسرائيلية عن امكان زيارة شارون لاسبانيا خلال انعقاد هذه القمة، لكن "الحياة" علمت من مصادر مقربة من رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا اثنار ان شارون اتصل به طالباً منه التوقف في مدريد لدى عودته من الولاياتالمتحدة الجمعة الماضي فرفض ذلك. وتضيف هذه المصادر ان اثنار لم يكن متحمساً في أي وقت من الأوقات للقاء من هذا النوع مع شارون خصوصاً ان وزير خارجيته كان التقى الخميس الماضي وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث. وتعتقد مصادر مطلعة ان شارون يحاول "قص اجنحة" كل من ينقل رسائل فلسطينية الى الغرب عن طريق تكذيبها لتحقير ناقلها.