دان وزير الخارجية الاسباني جوسيب بيكيه الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من السنة الحالية التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون بخصوص الحروب التي خاضتها اسرائيل ووصفها بأنها "تخلق اجواء حرب ولا تساعد على السلام". وأضاف: "ان مجرد الكلام عن الفوز والخسارة انما هو بمثابة السير عكس مسيرة السلام". جاء ذلك قبل أن يبدأ بيكيه مع نظرائه الأوروبيين اجتماعاً كان موضوعه الأولي، استناداً الى الجدول الرسمي، تقديم برنامج قمة برشلونة في الخامس عشر من الشهر المقبل ولكن سيطر عليه موضوع الشرق الأوسط والانقسام الذي ظهر أخيراً بين دول الاتحاد حول هذا الموضوع، خصوصاً وان بريطانياوالمانيا اتخذتا موقفاً مناقضاً لبيان قمة كاثيريس ووثيقة فرنسا التي تم التوافق عليها خلالها. وفيما كان زعماء أوروبا، بمن فيهم مسؤول الأمن والخارجية خافيير سولانا، يفضلون تقديم "الورقة السياسية" على "الأمن" أصبحوا اليوم، بعد أخذهم برأي وزيري خارجية المانيا يوشكا فيشر وبريطانيا جاك سترو العائدين من الشرق الأوسط، يتكلمون عن أولوية الأمن من دون أن يكون شرطاً وحيداً ومن دون التخلي عن الورقة السياسية. في هذه الأجواء ستستقبل اسبانيا بعد غد الخميس وزير خارجية اسرائيل الذي يرغب في تسويق "وثيقة بيريز - أبو علاء" لتكون من دون غيرها أساساً للمشروع الذي سيتبناه الأوروبيون ولقطع الطريق أمام أية مبادرة أخرى، حسبما أكدت مصادر ديبلوماسية مطلعة. وأضافت هذه المصادر ان ما نقلته اذاعة اسرائيل عن امكان قيام بيريز بالتحضير لزيارة ربما يقوم بها رئيس وزرائه ارييل شارون الى اسبانيا قبل قمة برشلونة لا صحة له، كما أكدت ان الرئيس عرفات بعث برسالة الى رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار نهاية الاسبوع شكا فيها من الانتهاكات الاسرائيلية لسيادة مناطق الحكم الذاتي وطالبه بحث اسرائيل، بصفته رئيساً للاتحاد الأوروبي، على احترام القرارات الدولية.