اعتبر الرئيس حسني مبارك لدى استقباله وزير الخارجية الاسباني خوسيه بيكيه امس، ان أي مبادرات جديدة في شأن عملية السلام هي مضيعة للوقت، داعيا في المقابل الى تفعيل توصيات "ميتشل" و"تينيت"، مشددا على انه لا بديل عن الحوار والعودة الى طاولة المفاوضات. وصرح وزير الاعلام المصري صفوت الشريف بأن مبارك اعرب للوفد الاسباني عن امله في ان يحقق الدور الاوروبي، من خلال التعاون مع الولاياتالمتحدة، دوراً اكثر فاعلية وموضوعية وان يمثل ضغطاً على الطرفين من خلال تنفيذ الاتفاقات القائمة، و"ألا نبدأ من فراغ بأي مبادرات جديدة لان هذا يمثل مضيعة للوقت"، مشدداً على ان "الموقف لا يحتمل طرح مبادرة جديدة بل يجب تفعيل تقرير ميتشل وتوصيات تينيت لانه من خلالهما يمكن بدء التعامل مع الطرفين". وقال الشريف ان مبارك حذر من وقوف المجتمع الدولي موقف المتفرج "لان هناك شرعية دولية يتم اهدارها، والانحياز الى اسرائيل خطأ او صواباً ستكون له اثاره المدمرة على عملية السلام". كما تناول الادعاءات التي تخرج بها اسرائيل من وقت الى اخر لكي تعوق كل الجهود التي تبذل من اجل العودة الى الحوار السياسي، ومنها اخيراً موضوع السفينة الذي وصفه بأنه "قصة مفبركة غير محبوكة وتتسم بالادعاءات والقصص المختلقة والمعلومات الخاطئة". من جانبه، صرح بيكيه بأن محادثاته مع مبارك تناولت موضوعين اساسيين هما الوضع الراهن للنزاع في الشرق الاوسط، وأفق التعاون بين الاتحاد الاوروبي ومصر خصوصاً في اطار عملية برشلونة. واضاف: "لقد ابدينا بشكل مشترك قلقنا ازاء الوضع الراهن للنزاع بين الفلسطينيين واسرائيل ويصعب علينا كثيراً ان نكون متفائلين ازاء الوضع الراهن" لكن المهم هو "ان نستمر في العمل لكي نحضر المنظور السياسي الذي يجب علينا ان نعمل على اساسه في المستقبل"، مشيرا الى تبادل افكار في شأن تعزيز التوافق الدولي ليتسنى التقريب بين الاطراف المعنية في نهاية الامر. وعما إذا كان سينقل رسالة من مبارك إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون، رد بيكيه بأن "لدى مبارك شكوكاً في شأن مواقف شارون وكل ما بإمكاننا أن نفعله هو الاستمرار في العمل لنرى في أي اتجاه ستصل هذه الأمور"، وقال: "الوضع صعب، لكن علينا ألا نفقد الأمل". وفي ختام الزيارة، غادر الوزير الاسباني مصر متوجها الى اسرائيل حيث من المقرر ان يلتقي شارون ووزير خارجيته شمعون بيريز، كما يلتقي الخميس الرئيس ياسر عرفات.