} فتح اعتقال المتهمين الثلاثة بمقتل الوزير الاسرائيلي رحبعام زئيفي من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الابواب على مصاريعها لامكانية تحرير الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الاقامة الجبرية التي تفرضها عليه اسرائيل منذ ثلاثة اشهر بعد ان استجابت السلطة الفلسطينية لكافة شروط ارييل شارون بهذا الخصوص من الاعلان عن "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى" "تنظيماً خارجاً عن القانون" واعتقال امينها العام احمد سعدات واخيراً اعتقال المتهمين الثلاثة بالضلوع مباشرة في عملية الاغتيال. دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشدة اقدام السلطة الفلسطينية على اعتقال ثلاثة فلسطينيين متهمين بالضلوع في عملية اغتيال الوزير الاسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي قبل نحو اربعة اشهر فيما وصف بيان صادر عن "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى" الجناح العسكري للجبهة، عملية الاعتقال بأنها "قرصنة ورضوخ لاملاءات شارون السفاح"، ورأى فيها الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ضوءا اخضر لرفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني والسماح له بمغادرة رام الله ورحّب وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز خلال وجوده في مدريد امس باعتقال الفلسطينيين الثلاثة واعتبر ذلك "امراً مشجعاً" واعرب ن امله بعودة التنسيق الامني بين الفلسطينيين واسرائيل. وكان جهاز المخابرات العامة برئاسة العميد توفيق الطيراوي اعلن عن اعتقال كل من عاهد ابو غلمة رئيس الجناح العسكري ل"الكتائب" وحمدي قرعان وباسل الاسمر، وهم الثلاثة الذين تتهمهم اسرائيل بتخطيط وتنفيذ عملية اغتيال زئيفي في اواسط تشرين الاول اكتوبر من العام الماضي اثناء وجوده في احد الفنادق الاسرائيلية في الشطر الشرقي المحتل من مدينة القدس. وجاءت عملية الاغتيال ردا على اول عملية اغتيال لمسؤول سياسي فلسطيني بهذا المستوى تنفذها اسرائيل خلال المواجهة القائمة منذ سبعة عشر شهراً. واغتيل ابو علي مصطفى الامين العام للجبهة الشعبية بصاروخ اطلق من مروحية عسكرية اثناء جلوسه في مكتبه في مدينة البيرة في اواخر شهر آب اغسطس الماضي. واعتقلت الاجهزة الامنية الفلسطينية الامين العام الجديد المنتخب للجبهة احمد سعدات قبل عدة اسابيع عندما تردد ان كميناً نصب له بعد موافقته على الالتقاء مع رئيس جهاز المخابرات في الضفة العميد الطيراوي في احد الفنادق في البيرة. وجرى اعتقال الفلسطينيين الثلاثة فجر امس اثناء وجودهم في احدى الشقق السكنية في مدينة نابلس بعد ان أمضوا أكثر من ثلاثة اشهر مختفين بعيداً عن عيون قوات الاحتلال واجهزة السلطة الفلسطينية التي اعتقلت عدداً من الناشطين في الجبهة واجرت تحقيقات صعبة مع بعضهم في محاولة لانتزاع معلومات منهم تكشف عن مخابئ الشبان الثلاثة. ووصف بيان للجبهة الشعبية حصلت "الحياة" على نسخة منه اعتقال الناشطين الثلاثة بأنه دليل على "استمرار اوهام السلطة الفلسطينية في الرهان على تلافي ضربات حكومة شارون عبر المزيد من الخضوع للاملاءات الاميركية - الاسرائيلية ورهن الشأن الفلسطيني الداخلي لهذه الاملاءات". وفي الوقت الذي وجه بيان الذراع العسكري للجبهة تهديدات مبطنة "لقادة جهاز المخابرات". اشار بيان الجبهة السياسي الى أن هذه الاعتقالات تشكل مخاطر على وحدة الشعب الفلسطيني والوحدة الميدانية التي تعززت في الانتفاضة. وحذرت الجبهة الشعبية "قيادة السلطة الفلسطينية من مخاطر المساس بهؤلاء الرفاق ونحملها كافة المسؤولية عن حياتهم وحياة جميع المعتقلين السياسيين" وطالبت بالافراج عنهم وعن احمد سعدات وكافة المعتقلين على خلفية مقاومتهم للاحتلال. وباعتقالها افراد الخلية الفلسطينية المتهمين بالضلوع بقتل زئيفي، تكون السلطة الفلسطينية استجابت لكافة الشروط الاسرائيلية وتحديداً تلك التي كررها رئيس الحكومة ارييل شارون لرفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والسماح له بمغادرة مدينة رام الله التي بات حبيسا فيها منذ نحو ثلاثة اشهر. ويأتي اعتقال افراد الخلية مع اقتراب موعد عقد القمة العربية المقبلة في بيروت. وللمرة الاولى منذ محاصرة الدبابات الاسرائيلية مقر الرئيس الفلسطيني وتدمير مروحياته في غزة، المحت اسرائيل على لسان رعنان غيسين مستشار شارون الى انها ستسمح لعرفات بمغادرة رام الله اذا ما ثبت نبأ اعتقال الفلسطينيين الثلاثة. وفي الاطار ذاته، اوصت الخارجية الاسرائيلية بالسماح لعرفات بالمغادرة . وذكرت مصادر في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان مغادرة عرفاترام الله تسمح بممارسة مزيد من الضغوط الدولية والاقليمية على الرئيس الفلسطيني. واوصت الخارجية بتقديم مساعدات "انسانية للفلسطينيين وتعزيز التعاون الامني والسياسي مع مصر والاردن".