هدد الجناح العسكري ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" قيادات أمنية فلسطينية بالقتل ما لم يفرج فوراً عن الامين العام للجبهة احمد سعدات الذي تعتقلته السلطة. وعلمت "الحياة" في غزة ان رئيس جهاز امني في الضفة الغربية نصب الشرك لسعدات واعتقله. وترافق ذلك مع تصعيد اسرائيلي عكسته شروط جديدة وضعها رئيس الحكومة ارييل شارون لاستئناف الاجتماعات الامنية، ونشاط "القوات الخاصة" التي قتلت فلسطينيا من "فتح" وخطفت ضابطا فلسطينيا. في غضون ذلك، بدأت ايران حملة ديبلوماسية مضادة للرد على الحملة الاسرائيلية لوصمها بالارهاب في اعقاب اعتراض سفينة الاسلحة التي تقول اسرائيل انها كانت محملة اسلحة ايرانية موجهة الى السلطة. وبعثت طهران برسالة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان حذرت فيها من "مؤامرات اسرائيلية اخرى" لدفع مخططات "على وشك الحدوث"، نافية اي علاقة لها بالسفينة. ومن جانبها، بدأت اسرائيل بتحضير "كتاب اسود" سيوزيع في انحاء العالم للتنديد ب"نظام آيات الله" في ايران. وفي تطور لافت، هددت "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى"، الجناح العسكري ل"الشعبية"، قادة اجهزة الامن الفلسطينية من مغبة الاستمرار في حملة اعتقال قيادات الجبهة وكوادرها و"إلا فإن ايدينا ستطولهم مهما كثفوا الحراسة من حولهم"، مشيرة خصوصاً الى مدير المخابرات في الضفة الغربية توفيق الطيراوي ومدير شرطة رام الله محمد صلاح. وهذه هي المرة الاولى التي يهدد الجناح العسكري للجبهة مسؤولين في السلطة، في وقت نأت القيادة السياسية للجبهة بنفسها عن هذا البيان. وعن ملابسات اعتقال سعدات، علمت "الحياة" انه وقع في شرك نصبه "طرف ثالث" فيما كان يعقد اجتماعاً مع الطيراوي، اذ كشفت مصادر فلسطينية ان رئيس جهاز أمني في الضفة يقف وراء عملية الاعتقال، مشيرة الى ان الطيراوي الذي لم يكن على علم بنية اعتقال سعدات أثناء الاجتماع معه في أحد فنادق المدينة. تظاهرات تطالب بالغاء "قانون الطوارئ" وفيما تتواصل الجهود والاتصالات المكثفة لإطلاق سعدات واحتواء التوتر، تظاهر المئات من الفلسطينيين في مدن في الضفة، مطالبين بالغاء "قانون الطوارئ" الذي فرضته السلطة منذ اكثر من شهر واغلقت بموجبه عدداً من المؤسسات وشنت حملة اعتقالات في صفوف الناشطين. كما دعت "الشعبية" الى عقد اجتماع طارئ للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية للبحث في اعتقال امينها العام الذي اعتبرته اجراء سافراً يهدد شرعية المنظمة. وخلافاً لتوقعات السلطة بإمكان حصول "انفراج" على صعيد الموقف الاسرائيلي ازاء استئناف الاتصالات بين الجانبين في اعقاب اعتقال سعدات، خرج رئيس الوزراء ارييل شارون بشروط جديدة، اذ رهن عقد لقاء اللجنة الامنية المشتركة باعتقال المسؤولين عن تهريب سفينة الاسلحة "كارين اي" وفي مقدمهم فؤاد الشوبكي. كذلك لم يستبعد نائب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون اعادة احتلال مناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة، فيما توقع نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية وزير المال واحد ابرز اقطاب ليكود سيلفان شالوم قراراً اسرائيلياً في غضون الاشهر القليلة المقبلة بطرد عرفات، مشيراً في اجتماع نسائي الى الحاجة لايجاد ممثلين فلسطينيين يمكن الجلوس معهم. وترافق ذلك مع تصعيد ميداني عكسه تصاعد نشاط "القوات الخاصة" في الجيش الاسرائيلي التي اغتالت امس احد افراد "كتائب شهداد الاقصى" التابعة ل"فتح"، كما خطفت المسؤول في جهاز الاستخبارات الفلسطينية علي درويش من منزله في بيت لحم، فيما شدد الجيش الحصار على الضفة متذرعاً بانذارات استخبارية عن نية فلسطينيين تنفيذ هجمات تستهدف ايضاً رئيس اركان الجيش شاؤول موفاز الذي توجه الى واشنطن.