في ضربة مزدوجة تلقاها الجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية خلال الساعات ال 24 الماضية، قُتل قائد "وحدة النخبة" اثناء توغل للجيش في الضفة الغربية، وذلك بعد ساعات على هجوم نوعي استهدف دبابة اسرائيلية من طراز "ميركافا سيمان 3" وادى الى تدميرها ومقتل ثلاثة جنود. ووسط هذا التصعيد الامني، كشف أمس عن اتصالات فلسطينية - اسرائيلية تجري على مستوى الاكاديميين، في حين علم ان الرئيس حسني مبارك سيزور واشنطن خلال آذار مارس المقبل قبل قمة بيروت للبحث في ازمة الشرق الاوسط. راجع ص 4 ووقع الهجوم النوعي الاول في ساعة متقدمة من ليل الخميس - الجمعة قرب معبر المنطار عندما فجر مقاتلون من "لجان المقاومة الشعبية"، وهي لجان تضم اعضاء سابقين في الفصائل الفلسطينية معظمهم من حركة "فتح"، عبوة ناسفة. وما ان وصلت التعزيزات العسكرية الاسرائيلية حتى انفجرت العبوة الناسفة الثانية وزنتها نحو 50 كيلوغراما على طريق ترابي تحت دبابة من طراز "ميركافا سيمان 3" فدمرتها وقتلت ثلاثة جنود في داخلها. واصاب الهجوم الاوساط العسكرية الاسرائيلية بالصدمة لجرأته وقوته، كما اثار مخاوف من "لبننة" الاراضي الفلسطينية، اذ اعتبرت اوساط ان الفلسطينيين تبنوا في هذا الهجوم اساليب "حزب الله" سواء لجهة استخدام المتفجرات الكبيرة او وضع عبوتين او اكثر لاصابة قوات الانقاذ والتعزيزات التي ترسل بعد الانفجار الاول. كذلك فان الهجوم سدد ضربة قوية لاحدى رموز الجيش الاسرائيلي، وهي الدبابة "ميركافا سيمان 3" التي تعتبرها اسرائيل الاكثر تطورا وقوة في العالم. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن احد الضباط قوله: "رأيت الكثير من الدبابات التي تعرضت لاصابات لكنني لم ار اصابة كهذه ابدا". وبعد ساعات، وقع الهجوم الثاني في بلدة صيدا قرب طولكرم في الضفة الغربية حيث قتل ضابط يرأس "الوحدات الخاصة" الاسرائيلية التي يطلق عليها "وحدات النخبة" دوفديفان، خلال توغل لوحدته في البلدة. وفيما افادت الرواية الاسرائيلية ان الضابط قتل عندما انهار عليه حائط منزل كان جنوده هدموه في وقت سابق، تبنت "سرايا القدس" عملية قتله، مشيرة الى انه قتل خلال اشتباك مع مقاتلي حركة "الجهاد الاسلامي". وكان استشهد خلال عملية التوغل في البلدة فلسطيني واعتقل آخر. وردت اسرائيل على الهجومين بتوغل في بيت حانون وبقصف مقر قيادة الامن الوطني الفلسطيني المعروفة ب"الكتيبة الثانية" في جباليا شمال قطاع غزة، ما ادى الى اشتعال الحرائق في المقر ومقتل احد عناصر الامن وجرح ستة على الاقل بالشظايا. في غضون ذلك، افادت وكالة "فرانس برس" ان مئات الفلسطينيين تظاهروا امام مقر الرئيس ياسر عرفات في رام الله مطالبين باطلاق الاسرى ووقف القمع، في حين رشق بعضهم بالزجاجات والحجارة مدخل المبنى الذي كانت تحرسه وحدة من قوات مكافحة الشغب وعناصر من الشرطة بثياب مدنية. ويأتي التصعيد الامني في وقت كشف موشيه عميراف، مستشار رئيس الحكومة السابق ايهود باراك، ان اكاديميين وخبراء اسرائيليين وفلسطينيين اجتمعوا سرا في السويد من دون تفويض من القيادات السياسية "لكن بعلمها" في مسعى الى بلورة تصور لحل قضيتي اللاجئين والقدس. واضاف ان لقاءات اخرى ستعقد لصوغ وثيقة سترفع الى القيادات السياسية. مبارك الى واشنطن وفي القاهرة، قالت مصادر ديبلوماسية مصرية ل"الحياة" إن مبارك الذي يستقبل في منتجع شرم الشيخ صباح اليوم رئيس وكالة الاستخبارات الاميركية جورج تينيت، قرر إيفاد وزير خارجيته أحمد ماهر الى واشنطن في الاسبوع الاول من آذار مارس المقبل في زيارة تستغرق خمسة ايام يرتب خلالها لقمة مبارك مع الرئيس جورج بوش. واوضحت ان ماهر سينقل رسالة من مبارك الى بوش كما سيجري سلسلة لقاءات مع المسؤولين الاميركيين. وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية نقلت عن مصادر مطلعة في واشنطن ان محادثات مبارك مع بوش ستركز على قضية الشرق الاوسط والتطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، كما ستركز على الجانب الاقتصادي.