عادت حرب البلاغات الى الواجهة بين شركتي "اتصالات المغرب" و"ميدي تلكوم" وتبادل الطرفان الاتهامات في شأن منافسة غير شريفة يوم بها أحدهم ضد الآخر في وقت زادت فيه ايرادات قطاع الاتصالات في المغرب الى 1.5 بليون دولار. وأعلنت "اتصالات المغرب" في بلاغ وزعته على الصحف أول من امس انها فقدت 300 ألف مشترك في الهاتف الثابت العام الماضي نتيجة توسع الطلب على الهاتف النقال الذي زاد الى معدل الاشتراك فيه الى ستة ملايين خط بفعل تفضيل الزبائن استعمال الهواتف الخليوية على حساب الهواتف المنزلية التي تراجع عددها الى اقل من 1.4 مليون مشترك بسبب تراكمات الديون على زبائن هذه الخدمة ما دفع الشركة الى وقف التعامل بعشرات آلاف الخطوط المنزلية. واشارت الشركة الى انها ستدفع 575 مليون درهم نحو 51 مليون دولار لغريمتها "ميديتيل" التي تملك الشبكة الثانية للهاتف النقال لقاء استخدام شبكتها. وكشفت انها فقدت خُمس زبائنها في الهاتف الثابت على رغم ارتفاع نسبة المشتركين في الهاتف النقال لديها بنحو 37 في المئة العام الماضي. لكن "اتصالات المغرب" اكدت استمرار تنامي ارباحها الصافية 222 مليون دولار، وقالت انها "ستستثمر نحو بليون دولار على مدى خمس سنوات لتوسيع الشبكة والاستعداد لمنافسة جديدة". واعتبرت "ميدي تيلكوم" من جانبها انها تدفع مبالغ مالية اكبر جراء استخدام شبكة الهاتف الثابت الذي تملكه منافستها "اتصالات المغرب" التي قالت "انها تمارس احتكاراً في قطاع الاتصالات بامتلاكها احقية الشبكة الثابتة التي تكلف المشتركين في الشبكة الثانية رسوماً اكبر". ونفت "اتصالات المغرب" هذه التهمة وقالت انها "لا تحصل سوى على 30 في المئة من كلفة المكالمات بين الهاتف النقال والثابت بينما تعود نسبة 70 في المئة الى ميدي تلكوم". ورفضت هذه الاخيرة حجج "اتصالات المغرب" واعتبرتها تبريراً لسلوك تجاري احتكاري، وطالبت بتدخل "وكالة تقنين الاتصالات" لحسم الخلاف بين الشركتين حماية لمصالح المستهلكين في سوق يتوقع ان يصل حجمه الى خمسة بلايين دولار في النصف الثاني من العقد الجاري. وكان إرجاء اعلان مناقصة دولية لفتح شبكة جديدة للهاتف الثابت بسبب خلاف بين الحكومة ووكالة تقنين الاتصالات نهاية العام الماضي حول أحقية اعلان المناقصة عزز مواقع "اتصالات المغرب" في السيطرة على الخدمات كافة التي يتيحها الهاتف الثابت بما في ذلك خدمات الانترنت والشبك عبر الحواسيب. وادعت "ميدي تلكوم" وهي شركة اسبانية - برتغالية - مغربية تسيطر عليها مجموعة "تيليفونيكا" الاسبانية ودخلت المغرب مقابل 1.08 بليون دولار، ان غياب مستثمر ثالث في قطاع الاتصالات فرض سلوكاً احتكارياً من الشركة الأم التي تحالفت مع مجموعة "فيفاندي يونفرسال" لإقصاء الشركاء الآخرين ما عزز حضورها التجاري على اعتبار ان أغلب المكالمات تمر بين الهاتف الثابت والنقال وهي تحتكر هذه الخدمة بشكل كامل. وتتهم الشركة أطرافاً لم تحددها بالاسم بأنها "لا ترغب في تحرير قطاع الاتصالات في المغرب" ما يبقي على احتكار "اتصالات المغرب" على رغم صدور قانون يمنع الاحتكار ويؤسس للمنافسة التجارية. وتشير الأصابع الى مسؤولين في الحكومة يرجحون كفة "فيفاندي" الفرنسية على حساب "تيليفونيكا" الاسبانية ضمن استراتيجية أوسع لتفضيل الفرنسية على الاسبانية في المغرب. وترد الجهات المعنية بأن الخلاف تجاري محض، ولا علاقة له بتفضيل أية جهة على رغم حساسية طرح هذا الموضوع في الوقت الراهن بسبب تأزم العلاقات مع اسبانيا ومرور الشركات الاسبانية في الخارج بصعوبات مالية نتيجة الأزمة في الارجنتين. وكانت "ميدي تيلكوم" أعلنت في وقت سابق أنها بدأت خطة استثمار بقيمة بليون يورو في سوق المغرب بدعم من مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي وانها تتنافس للدخول الى سوق تونس، في وقت أعلنت "اتصالات المغرب" انها دخلت سوق موريتانيا وتستعد لدخول سوق السنغال.