قدم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) تقريراً إلى النيابة العامة والمحكمة العليا الإسرائيلية، جاء فيه إن "مواطنين عرب من إسرائيل يتسللون إلى سورية، وينخرطون في صفوف تنظيم القاعدة ويحاربون إلى جانب المتمردين ضد النظام". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الشاباك حذر في التقرير من أن ثمة إمكان حقيقية بأن التأهيل الذي يتلقاه هؤلاء الشبان العرب من إسرائيل في سورية سيتم توجيهه في نهاية الأمر ضد إسرائيل، سواء من خلال نشر أيديولوجية القاعدة أو من خلال استخدامهم للمعلومات والقدرات العسكرية التي تلقوها في سورية. وحذر الشابا من أن منظمات الجهاد العالمي التي ينخرط فيها هؤلاء الشبان ستجمع معلومات ذات قيمة حول إسرائيل. وقدم الشاباك تقريره في إطار استئناف قدمته النيابة العامة الإسرائيلية على قرار إخلاء سبيل عبد القادر التلة، 26 عاما، من مدينة الطيبة بوسط إسرائيل، مع فرض قيود عليه، والذي تسلل إلى سورية، وحاول الانضمام إلى إحدى منظمات الجهاد العالمي ولم ينجح في ذلك. واعتقل التلة لدى عودته إلى إسرائيل بتهمة الاتصال مع عميل أجنبي والخروج من إسرائيل بشكل غير قانوني. وقال مندوب النيابة العامة الإسرائيلية في الاستئناف أنه تم إصدار قرار إخلاء سبيل التلة رغم تأكيده بأنه يتبنى أفكارا إسلامية سلفية متطرفة، فيما ادعت الجهات الأمنية الإسرائيلية بأن أفعال التلة تدل على تمسكه والتزامه بأفكار الجهاد العالمي، وطالبت النيابة بإبقائه قيد الاعتقال. وأشارت النيابة في استئنافها إلى ما ذكره تقرير الشاباك بأن تنظيم القاعدة ينظر إلى حلبة القتال في سوريا على أنها حلبة مركزية وهامة والقتال فيها من أجل إسقاط النظام تشكل منطلقا نحو تحرير القدس وفلسطين. كما تلقت عائلة مؤيد زكي إغبارية، 28 عاما، يوم الثلاثاء الماضي، نبأ مقتله في سورية وصورة لجثته وعليها آثار إطلاق أعيرة نارية، وعلى أثر ذلك فتحت العائلة بيت عزاء في قرية مشيرفة القريبة من مدينة أم الفحم. وكان إغبارية قد تزوج قبل شهور عدة، وقرر قبل بضعة أسابيع السفر إلى تركيا والتسلل منها إلى سورية حيث انضم إلى صفوف إحدى الميليشيات المسلحة هناك، ومنذ ذلك الحين اختفت اثاره. وقالت التقارير الإسرائيلية إن شابين آخرين من مدينة أم الفحم سافرا مع إغبارية واختفت آثارهما أيضا، وتعتقد عائلتيهما أنهما انضما إلى صفوف المتمردين في سورية. وأبلغت العائلات الشرطة ووزارة الخارجية الإسرائيلية بأمر فقدان آثار أبنائها، فيما قال أقارب لإغبارية أنه كان شابا هادئا ومتواضعا ومتدينا، وتابع باهتمام التطورات في سوريا لكنه لم يتحدث عن نيته بالسفر إليها والانضمام إلى صفوف المتمردين. ويشار إلى أنه منذ بداية الأزمة السورية تتالت تقارير تحدثت عن شبان عرب من إسرائيل سافروا إلى سورية عن طريق تركيا وانخرطوا في صفوف المتمردين.