الناصرة - "الحياة" - سمحت الشرطة الاسرائيلية أمس بنشر نبأ اعتقالها أربعة شبان من سكان مدينة أم الفحم بتهمة "التواطؤ لتنفيذ اعتداءات ارهابية داخل اسرائيل". وحسب رواية الشرطة فإن اثنين من المعتقلين هما ابراهيم جوابرة ووسام فهمي اعترفا بأنهما كانا على صلة مع شابين شقيقين من مدينة نابلس طلبا منهما نقل فلسطيني من مناطق السلطة الفلسطينية الى داخل اسرائيل لتنفيذ عملية انتحارية في آذار مارس الماضي. وزادت ان أحد الشقيقين، وهو اسامة جوابرة قتل الشهر الماضي اثناء تفجير غرفة هاتف عمومي في نابلس نفذته اسرائيل. واضافت انه طلب من المعتقلين تهريب صواريخ تستخدم كألعاب نارية الى مناطق السلطة الفلسطينية بهدف تحويلها الى عبوات ناسفة لاستخدامها ضد أهداف اسرائيلية مشيرة الى انهما قاما فعلاً بشراء كمية كبيرة من المفرقعات النارية وهمّا بنقلها الى المناطق الفلسطينية، لكن اجهزة الأمن الاسرائيلية تمكنت من ضبطهما قبل تسليمهما المفرقعات. واضافت رواية الشرطة ان المعتقلين المذكورين جندا المعتقلين الآخرين وهما الشقيقان وفا وبراء اغبارية لمساعدتهما في وضع عبوات ناسفة داخل المدن الاسرائىلية. ويأتي الكشف عما اسمته اجهزة الأمن "خلية ارهابية" بعد يومين من اتهام رئيس جهاز الأمن العام شاباك آفي ديختر المواطنين العرب في الداخل بالتطرف وتحميل قادتهم مسؤولية اندلاع الانتفاضة في المناطق الفلسطينية. وقال ديختر ان "شاباك" يلمس لدى فلسطينيي ال48 ميلاً مقلقاً لنزعات انفصالية عن التيار المركزي، يقوده التجمع الوطني الديموقراطي الذي يتزعمه النائب عزمي بشارة. واستدرك ان "الغالبية العظمى من المواطنين العرب تتحفظ من العمليات الارهابية، لكن ثمة اعداد قليلة تشارك في نشاطات معادية، خصوصاً بيع الأسلحة". ورد بشارة على إعلان ديختر باعتباره غير إنساني ومنافياً لأبسط حقوق الإنسان والمواثيق الدولية في شأن حق الإنسان بالتواصل العائلي، والتي وقعت عليها إسرائيل. وزاد ان المستشار بقراره هذا إنما يضرب بعرض الحائط الأعراف والقيم الإنسانية والمدنية كافة، إذ يريد منع لقاءات إنسانية لمواطنين متقدمين في السن مع أهلهم وأقاربهم للمرة الأولى منذ تشريدهم قبل 53 عاماً، وربما تكون آخر مرة. وناشد بشارة المستشار التراجع عن إعلانه ومحاولته منع لقاء الأخ بأخيه وتقبيل الاخت لأخيها ووداع الابن لوالدته. إلى ذلك، يتوقع أن يصدر المستشار القضائي قراره الأسبوع المقبل بتوصية الشرطة تقديم لائحة اتهام ضد بشارة على خلفية خطابه في سورية قبل أكثر من شهر. وأفادت صحيفة "معاريف" ان النية تتجه لتقديم لائحة اتهام. وكان بشارة اعتبر تحميل رئيس جهاز الأمن العام شاباك آفي ديختر قادة عرب الداخل و"بخاصة بشارة الذي يقود نزعات قومية وانفصالية" مسؤولية اندلاع انتفاضة الأقصى في الضفة الغربية وقطاع غزة، تدخلاً سافراً في عمل الاحزاب السياسية وملاحقة التجمع على نحو يشكل خطراً على الجماهير العربية وعلى ما تبقى من الديموقراطية الاسرائيلية. وكان ديختر أبلغ أعضاء لجنة الخارجية والأمن، أول من امس، ان الانتفاضة اندلعت قبل عشرة شهور في المناطق الفلسطينية "بسبب تصريحات تثويرية وتحريضية لقادة المواطنين العرب وبخاصة نواب في الكنيست، وليست بسبب تصريحات أوساط فلسطينية في الضفة الغربية". وزاد ان ثمة اتجاهاً مقلقاً ينتشر في أوساط عرب الداخل يدعو الى التطرف القومي "ويقود نزعات انفصالية ويقود هذا الاتجاه حزب التجمع بزعامة النائب بشارة". وقال بشارة في بيان أصدره اول من أمس ان هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها رئيس "شاباك" بالهجوم السياسي على التجمع الوطني الديموقراطي بحجج وذرائع أمنية، وبات هجومه منهجاً مبنياً على افتراضات سياسية خاطئة ومناوئة للتجمع.