حين متّ انسحبت الحياة قليلاً من تحت قدمي، لكنني سحبتها بأسناني وبمخالبي وأعدتها إليّ أنتِ التي علمتني أن أجذبها إليّ، وأن أعيشها بكاملها، أن احتفي بها، كي تعطيني. ولكن عليّ أن أرضى وأن أحسب الموت كجزءٍ منها فلا أتشبث بها طمعاً حين تكون مملةً. كانت وصيتك أن أعزّ نفسي ولا أذلها، هذا ما قلته لي: كوني عزيزة نفس ولا تذلي نفسك لآخرين، وكنت أعلم من هم. كنت تكرهين اللون الأسود كثيراً وتحتفين بالألوان الأخرى جميعها فتعلمت الألوان منك وبدأت الرسم. وكنت تحتفين بالبشر وتصادقين الأشخاص البسطاء منهم وتشيرين لهم وأنت تقولين: ها هم من يحبونني لذاتي ثم تسرّين لصديقتك أنني أحب البسطاء من البشر، أنا منك يا سيدتي. حين كبرتُ قليلاً سلمتني مفتاحاً خاصاً وقلت ادخلي حجرته، كانت مكتبة أبي زاخرة، ففتحت كنوزاً وأعطيتني مفتاح الحياة عن طريق عامر. وحين بدأت الكتابة، وحين انشغلت بالآخرين كنت تنبهينني الى الكتابة - أنت الأميّة - وحدك تشدينني الى معنى الحياة والعائلة. تعلمتِ كثيراً وأحببتِ البهاء زهير والمتنبي الذي وجدت ديوانه جانب سريرك حين متّ فرفعك الأصدقاء في لحظة الموت الى محبتهم، لك محبة الحياة التي أحببتها بشغفٍ وللحياة ذاتها عيد سعيد حتى وان انفتقت عرزة منها فخرجت بعض أرواح المحبين حاملة الفقد معها، نظن ان العالم توقف وانتهى، فإذا بنا نعاودها مرة أخرى بشغفٍ أكبر ورغبةٍ أعمق على رغم الأرواح البعيدة التي نفتقدها في السير نظل متعلقين بها بكل ذرة في الأجساد والأرواح نقاوم لأجل المحبة. عيد حب سعيد لهذه الشجرة العظيمة ولهذا الشغف الذي يطري بطلاوة مذاق العيش. وعيد حب سعيد للأصدقاء الذين بهم يظل القلب مفعماً به والذي نجده يتفتح بوجودهم ووقوفهم بجانبك في الأزمات حين تسقط وحيداً في الحزن والألم فترفعك محبتهم الى الحياة مرة أخرى، وحين ينهار جدار أساسي في مسيرتك يتدافعون بأرواحٍ شرسة كي يقوك الانهيار في بركة الألم. فعيد حب سعيد لهم، لكن أيها الذين أحبهم، بأصواتكم التي تدفعني دفعاً الى الشعر والفن حيث التهم الحياة بعمقها وقساوتها وأنا ممسكة بجمرتي ومستمتعة بها - الحياة - التي أنا منها. شاعرة اماراتية