اتهمت القاهرة "عناصر اثارية" بمحاولة التسبب في فتنة طائفية في قرية "بني واللمس" الواقعة في مدينة مغاغة في محافظة المنيا شمال الصعيد، وأكدت أن أحداث العنف بين مواطني القرية من المسلمين والأقباط أمس "ليست كشحاً جديداً" راجع ص5. وأفاد بيان أصدرته وزارة الداخلية ان المتسببين في الأحداث التي أوقعت 11 جريحاً اعتقلوا جميعاً وتبين انهم من المسلمين والأقباط. وبدا أن السلطات المصرية استوعبت درس الكُشح جيداً إذ سارعت أعداد كبيرة من قوات الأمن والمسؤولين في محافظة المنيا والنواب إلى القرية بمجرد تسرب الأنباء عن الصدامات. ووفقاً للسيناريو الذي تكرر في حوادث العنف الطائفي في مصر منذ السبعينات، بدأت مشاجرة بين أفراد من المسلمين والأقباط، ثم تطورت إلى تبادل للنار وحرق ممتلكات بينها جزء من كنيسة "السيدة العذراء" التي كان الأقباط يحتفلون في الصباح بافتتاحها، واحتج بعض المسلمين في القرية على أن المكان الذي وضعت فيه أجراسها يسبب ازعاجاً لهم، وأنها تؤثر في أصواتالآذان في مسجد القرية. وأحكمت قوات الأمن سيطرتها على القرية وعاد الهدوء إليها مساء، فيما باشرت النيابة التحقيقات مع أكثر من 43 شخصاً اوقفوا باعتبارهم من المتسببين والمشاركين في الاحداث. واتصلت "الحياة" في القاهرة بمواطنين أقباط كانوا داخل الكنيسة، فتحدثوا عن قتلى وعن معارك بين الجانبين، فيما روى مسلمون من أبناء القرية أن راهباً كان صعد الى برج الكنيسة وبدأ بإطلاق النار في اتجاه المسلمين. وتبين أن كل ذلك ليس صحيحاً، لكنه عكس حجم المعلومات المغلوطة والاشاعات التي تؤجج مشاعر المواطنين في مثل تلك الظروف. وعلمت "الحياة" أن قيادات قبطية طلبت من رجال الكنيسة في القرية التحلي بضبط النفس، كما ساهمت قيادات شعبية في المنيا في احتواء الوضع، وسعت الى عقد لقاء صلح بين رموز المسلمين والاقباط في القرية قبل أن يستفحل الأمر، ويتطور كما حدث في قرية الكُشح التابعة لمحافظة سوهاج قبل نحو سنتين.