لندن - رويترز - تبدأ العائلة المالكة في بريطانيا عاماً من الاحتفالات لمناسبة اليوبيل الذهبي لاعتلاء الملكة اليزابيث عرش البلاد. لكن الاقدار شاءت ان يبدأ هذا العام بجنازة الأميرة مارغريت الشقيقة الصغرى للملكة. وتوفيت مارغريت صباح السبت عن 71 عاماً، نتيجة اصابتها بسكتة دماغية كانت الاخيرة في سلسلة جلطات اصابتها. وسيتذكر الناس الاميرة مارغريت بانها وضعت الواجب قبل القلب، بتخليها عن حب حقيقي في شبابها بعدما رأت العائلة المالكة انه غير مناسب لها، الا انها تحولت الى حياة الاثارة والحفلات بعد ذلك بحثاً عن عزاء. وعاد جثمان الاميرة امس، الى قصر كنزنغتون الذي كان من قبل مسكناً للاميرة المتمردة الاخرى ديانا. ومن المقرر ان تشيع جنازة الاميرة مارغريت يوم الجمعة المقبل من كنيسة سان جورج في قصر ويندسور حيث سيرقد جثمانها الى جانب جثمان والدها المحبوب الملك جورج السادس الذي توفي قبلها بخمسين عاماً وثلاثة ايام. وسيحضر افراد من العائلة المالكة واصدقاء مقربون المراسم الجنائزية الخاصة وسيقام قداس في وقت لاحق. وانهالت التعازي الرسمية بوفاة الاميرة التي اضفت سحراً على القصر الملكي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ونعت الملكة اليزابيث "الاخت المحبوبة" كما نعى الامير تشارلز ولي العهد البريطاني "الخالة العزيزة"، لكن لم تظهر المشاعر العامة الجياشة نفسها التي رافقت الاميرة الراحلة ديانا الى مثواها الاخير. وربما يكون ذلك عائداً الى ان الاميرة مارغريت عاشت اواخر ايامها في عزلة بعدما انتزع منها المرض جاذبيتها القديمة. وكانت الاميرة الراحلة مدخنة شرهة كما كانت تكثر من الحفلات واحتساء الخمر. وقالت صحيفة "نيوز اوف ذي وورلد" عن الاميرة الراحلة: "كانت امرأة في غير زمانها، فهي من جهة كانت مصرة على الاحترام والاختلاف، ومن جهة اخرى لم تبعد عن عالم الخمور والمخدرات والجنس والملاهي الليلية". الا ان وفاتها تفقد الملكة حليفة قوية في عامها الخمسين على العرش، كما توجه ضربة قوية للملكة الام البالغة من العمر 101 عام والتي عليها الآن ان تتغلب على مشاعرها وتستعد لكي تدفن ابنتها الصغرى. الملكة الأم ورفض قصر بكنغهام التعليق على تقارير صحفية عن ان وفاة الاميرة مارغريت اثارت تكهنات حول صحة الملكة الام التي تصارع للتغلب على نزلة برد المت بها في الآونة الاخيرة. ونقل عن صديق للعائلة المالكة قوله عن الملكة الام: "كانت وفاة الاميرة بمثابة ضربة من الناحية الصحية ويصلي الجميع لكي تنجو منها، الا انه ليست هناك اشارات على ذلك بعد". وذكرت صحيفة "ذي ميرور" ان الاميرة الراحلة كتبت رسائل وداع "مؤثرة" لشقيقتها قبل اشهر. وتسلمت الملكة الرسائل اول من امس. ونقلت الصحيفة عن مصدر ملكي قوله: "توضح الرسائل ان مارغريت كانت مستعدة للانتقال للعالم الآخر". وفي آخر ظهور لها في الحياة العامة بدت مارغريت كأمرأة مدمرة، فظهرت قعيدة كرسي متحرك تغطي عينيها بنظارة سوداء بعدما افقدها المرض بصرها. وفي حديث علني نادر قال الأمير تشارلز: "خالتي العزيزة عانت اوقاتاً مريرة في اعوامها الاخيرة بسبب المرض الذي جعل الحياة صعبة للغاية ليس عليها فقط وانما علينا نحن ايضاً. كانت تعشق الحياة وتحب الاستمتاع بها". وتزيد وفاة الاميرة مارغريت من اوجاع العائلة المالكة في الآونة الاخيرة، فقد اعترف الامير هاري الابن الاصغر للأمير تشارلز بداية العام الحالي بتدخين الحشيش وحضور حفلات صاخبة بها خمور. وفقد الأمير ادوراد الابن الاصغر للملكة اليزابيث طفله الاول عندما اجريت عملية اجهاض لزوجته الاميرة صوفي اثر متاعب في الحمل خارج الرحم قبيل عيد الميلاد. وتأتي الآن وفاة الاميرة مارغريت اثناء احتفال الملكة اليزابيث باليوبيل الذهبي لجلوسها على العرش والذي لا يشهد بالفعل الاحتفالات الصاخبة نفسها التي شهدها احتفالها باليوبيل الفضي منذ ربع قرن. وأصر قصر بكنغهام امس على ان احتفالات اليوبيل الذهبي ستمضي قدماً بقيام الملكة بزياراتها الملكية المعتزمة خارج البلاد وبتنظيم الحفلات الموسيقية المخطط لها في موعدها. وستشارك اسماء لامعة في عالم الموسيقى وهو العالم الذي كانت تعشقه الاميرة الراحلة في احتفالات اليوبيل الذهبي التي ستجرى في حزيران يونيو المقبل، اذ سيشارك احد اعضاء فريق "البيتلز" كما سيشارك عضو سابق بفريق "رولينغ ستونز" الغنائيين.