اتفق الرئيسان المصري حسني مبارك والكيني دانيال اراب موي على عقد قمة افريقية مصغرة لتسريع مساعي إقرار السلام في السودان، فيما يعقد في واشنطن بعد غد الاربعاء لقاء يضم الولاياتالمتحدة ودولاً أوروبية للبحث في تشكيل فريق المراقبين الأجانب لوقف اطلاق النار في جبال النوبة. وبثت الاذاعة الكينية ان مبارك وموي الذي يقود اللجنة الخماسية التابعة للهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد المعنية بملف السلام في السودان بحثا على هامش قمة الشراكة الفرنسية - الافريقية في باريس في الوضع في السودان واتفقا على عقد قمة مصغرة تجمعهما مع الرئيس السوداني عمر البشير والزعيم الليبي معمر القذافي وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق. وسعى المبعوث الرئاسي الأميركي الى السودان جون دانفورث خلال جولته في المنطقة الشهر الماضي التي شملت نيروبي والقاهرة الى التنسيق بين مبادرة "ايغاد" والمساعي المصرية - الليبية للوفاق والسلام منعاً للتجاذب العربي والافريقي في الشأن السوداني لإنجاح مهمته. الى ذلك، ينتظر أن يعقد في واشنطن بعد غد الأربعاء لقاء يضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والنروج وسويسرا لمناقشة تشكيل لجنة من 10 الى 15 عضواً لمراقبة اتفاق وقف اطلاق النار في جبال النوبة بين الحكومة و"الحركة الشعبية" الذي وقع برعاية اميركية وسويسرية الشهر الماضي ، وتوفير الموازنة المطلوبة للجنة وتقدر بنحو ثلاثة ملايين دولار. وطلب وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذي يزور واشنطن حالياً من المسؤولين الاميركيين اتاحة الفرصة له لمخاطبة الكونغرس والرد على الاتهامات المثارة ضد بلاده في شأن ممارسة الرق وانتهاك حقوق الانسان. واجرى اسماعيل محادثات منفصلة مع نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج في حضور مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية والتر كونسايتر تناولت مسألة وقف القصف الجوي وإيجاد آلية للمراقبة، كما ناقش مع زعيمة الكتلة السوداء في الكونغرس ايدي جونسون وعضو المجلس عن الحزب الجمهوري ادوارد رونيس الاتهامات في شأن الرق والمقترح الثالث الذي طرحه المبعوث الرئاسي الاميركي جون دانفورث المتعلق بتشكيل فرق مراقبين أجانب لوقف القصف الجوي. ورأى ان اتخاذ أي اجراء في مواجهة بلاده في الوقت الراهن سيعرقل مساعي دانفورث، موضحاً ان بعثة اميركية لتقصي الحقائق عن الرق ستصل قريباً الى السودان. وأكد ان حكومته ستوافق على أي نتيجة تتوصل اليها اللجنة، مشيراً الى حصول تقدم في الملفات الثلاثة التي ناقشها مع المسؤولين الاميركيين وشملت الارهاب والسلام والعلاقات بين البلدين. على صعيد آخر، رحب مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين باعتزام رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تعيين مبعوث خاص الى السلام في السودان. واعتبر ان الخطوة تمثل تغييراً ايجابياً في السياسة البريطانية تجاه بلاده. وأكد التزام حكومته ب"التعاون الكامل مع كل الجهود المخلصة لتحقيق سلام عادل ودائم"، مشيراً الى أن زيارة وزيرة التعاون الدولي البريطانية كلير شورت الى الخرطوم اخيراً والاهتمام الذي أبدته تجاه السلام عضدت رغبة لندن في لعب دور بناء في السودان.