حذر الرئيس حسني مبارك من خطر الفوضى في المنطقة "إذا جرى للرئيس ياسر عرفات أي مكروه"، وقال قبل عودته الى مصر بعد غداء مع نظيره الفرنسي جاك شيراك في قصر الاليزيه امس، ومشاركته في قمة التنمية الافريقية التي استضافها شيراك اول من امس: "لا قدر الله، اذا تعرض الرئيس عرفات لأي حادث، فإن ذلك سيؤدي الى حال من الفوضى في المنطقة ستتأثر بها جميع الدول بما فيها الدول التي تساند اسرائيل". وقال الناطق المساعد في قصر الاليزيه ديريك ديزانيو ان الرئيسين أعربا خلال مناقشتهما الوضع في الشرق الأوسط عن قلقهما الكبير إزاء العنف، مشيراً إلى ان مبارك وصف المستقبل فيها بأنه "مظلم". وأبدى الرئيس المصري اهتماماً بالأفكار الفرنسية التي عرضها شيراك، خصوصاً بالنسبة الى تنظيم انتخابات في الأراضي الفلسطينية ترتكز على فكرة السلام من اجل الخروج من المأزق عن طريق حل سياسي يتيح العودة الى طاولة المفاوضات. وقال الناطق المساعد للرئيس الفرنسي ان باريس ستستمر في الدفاع عن أفكارها لأنها وسيلة لوضع حد للمأزق، مشيرا الى ان شيراك أصر على ان "لا أمن من دون سلام". وكانت واشنطن أ ف ب رفضت اول من امس الافكار الفرنسية، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر: "ان ادخال عناصر جديدة تحول الانتباه عن المقترحات السابقة ليس من شأنه احراز تقدم"، مضيفا ان واشنطن تكتفي بتوصيات "ميتشل" و"تينيت" الهادفين الى وقف العنف وتبني اجراءات ثقة واعادة اطلاق محادثات السلام. واضاف ان الادارة الاميركية تعتزم مواصلة ممارسة ضغط شديد على عرفات بهدف حمله على اتخاذ اجراءات حاسمة ضد المنظمات المتشددة. وتابع ان هذه المقاربة "حظيت بدعم دولي كبير. وسنظل مركزين على هذا الامر وهو ما يجب على المجتمع الدولي الاستمرار في التركيز عليه". واكد ان "اعضاء المجتمع الدولي يعملون معا وبشكل حازم وسيواصلون العمل معا وبشكل وثيق. ونجري مشاورات مكثفة ومستمرة مع حلفائنا الاوروبيين". الى ذلك، قال ديزانيو ان مبارك وشيراك تطرقا الى موضوع العراق وان الرئيس الفرنسي سأل مبارك تقويم الوضع، خصوصاً بعد مهمة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وكشف أنه خلال اللقاء بين الرئيسين الذي سبق مأدبة الغداء قال شيراك لنظيره المصري، انه يتمنى ان يعاد النظر بالقرارات المصرية بمحاكمة الشاذين، ومؤكداً انه "لا يريد التدخل في الشؤون الداخلية لكن اتمنى ان يعاد النظر في إدانتهم".