قال الرئيس المصري حسني مبارك ان النزاعات الاقليمية من أهم القضايا التي تشجع الارهاب، وفي مقدمها "قضية الشرق الأوسط والحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني، وقضية مدينة القدس والحرم الشريف". وزاد ان هذه "مواضيع لا يمكن أبداً أن تحل بالطريقة التي يراها الجانب الاسرائيلي". وكان مبارك يتحدث امس بعد لقائه الرئيس جاك شيراك في قصر الاليزيه، وحذّر من ان مثل هذا الوضع "خطير جداً ويشجع الارهاب". وعن اللقاء المرتقب بين الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز، قال ان تأجيله مجدداً "سيكون عملاً احمق"، واذا اردنا حل المشكلات علينا الجلوس والتفاوض، ومن دون مفاوضات المشكلة ستصبح اكثر تعقيداً وتؤثر في مصالح العالم اجمع". وذكر الرئيس المصري الذي استهلّ جولة اوروبية بزيارة لفرنسا، ان من المهم "المضي قدماً على رغم المخاطر القائمة التي علينا تقبلها للتوصل الى حل". وعن الدعم المصري للولايات المتحدة في مكافحة الارهاب، قال مبارك ان بلاده ستدعم الجانب الأميركي في أي مكان في العالم، مذكراً بأن "مصر خبرت الارهاب ولذلك تؤيد الخطى الاميركية في مواجهته". وكرر دعوته الى عقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب والتوصل الى معاهدة يلتزم بها كل الدول، مشيراً الى ان شيراك وغالبية زعماء العالم موافقون على ذلك. وتلت اللقاء المنفرد بين مبارك وشيراك، مأدبة غداء حضرها وزير الخارجية احمد ماهر ووزير الاعلام صفوت الشريف والسفير المصري لدى فرنسا علي ماهر السيد. وقالت الناطقة باسم قصر الاليزيه كاترين كولونا، ان شيراك أبلغ ضيفه المصري، ثلاثة مبادئ: "- ان الارهاب يشكل تحدياً للعالم أجمع. - من الضروري تجنب الخلط بين مواجهة الارهاب والعالمين العربي والاسلامي. - ان فرنسا متضامنة مع الولاياتالمتحدة وتعتبر أنها في موقع دفاع عن النفس، ومجلس الأمن عبر عن موقفه عبر القرار 1368 الذي تبناه في 13 أيلول سبتمبر الجاري". وذكرت كولونا ان الاتحاد الأوروبي أيد هذا الموقف خلال الاجتماع الذي عقده الجمعة الماضي. وافادت ان شيراك أشار الى ان كل دولة ستحدد موقفها من دعم الضربات العسكرية بطريقة "سيدة وبعد مناقشة اسلوب تنفيذها". ونسبت الى الرئيس الفرنسي قوله ان بلاده "لن تقف جانباً في ظل هذه الظروف" وتأكيده انه الى جانب الضربات العسكرية لا بد من العمل لتعزيز الأدوات الدولية لمكافحة الارهاب، لافتاً الى اهمية مشاركة المجتمع الدولي بأكمله. وتحدثت عن ضرورة عدم تغييب الوضع الانساني في افغانستان، والذي "قد يتفاقم". وأكدت كولونا وجود تطابق تام في وجهات نظر الجانبين الفرنسي والمصري حول هذه النقاط، موضحة ان المحادثات تطرّقت الى الوضع في الشرق الاوسط والذي وصفه الرئيسان بأنه "مقلق". ونقلت عن شيراك قوله ان "لا احد يمكنه تقبّل الوضع الحالي ومن الضروري ابداء روح المسؤولية واستئناف الاتصالات السياسية وكسر حلقة العنف المفرغة ومعاودة الحوار باعتباره السبيل الوحيد المؤدي الى السلام". رسالة الى واشنطن في القاهرة قالت مصادر سياسية مصرية ل "الحياة" إن الوزير أحمد ماهر سيتوجه اليوم الى واشنطن حاملاً رسالة "عاجلة" من مبارك الى الرئيس جورج بوش، تتضمن وجهة نظر مصر بخصوص التحالف الدولي ضد الارهاب، وتجديد مبارك اقتراحه عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الاممالمتحدة، وتؤكد الرسالة أن أي ترتيبات لعقد هذا المؤتمر لن تكون معطلة لتحرك أي دولة بما في ذلك الولاياتالمتحدة في حربها على الارهاب. وتحذر من أي استباق اميركي لنتائج التحقيق في الاعتداءات "لئلا تتسع دائرة الانتقام". وتابعت المصادر ان الرسالة تشدد على إعادة عملية السلام في الشرق الاوسط الى "مسارها الطبيعي"، وحض واشنطن على الانخراط فيها بفاعلية لأن "عدم التوصل الى سلام في المنطقة يجعلها بين بؤر التوتر وأحد اسباب العنف والارهاب في العالم". وأوضحت أن مبارك كلّف ماهر بالسفر الى واشنطن لإجراء محادثات مع نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الخارجية كولين باول ومستشارة الرئيس للأمن القومي كوندوليزا رايس بهدف احياء الاهتمام بالعملية السلمية.