طلب وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذي يزور واشنطن "إيفاد بعثة لتقصي الحقائق" في شأن اتهامات بممارسته الرق في بلاده. جاء ذلك في إطار حملة ديبلوماسية تقودها الخرطوم في محاولة لانهاء خلافاتها مع واشنطن وإيجاد تسوية مقبولة لتطبيع العلاقات بين الجانبين، وإنجاح المساعي الاميركية لانهاء الحرب الاهلية في جنوب السودان. ونقل اسماعيل رسالة من الرئيس عمر البشير الى القس جيسي جاكسون، تدعوه الى إصدار نداء لطرفي النزاع في الجنوب لوقف الحرب، كما تمنى عليه استخدام نفوذه لتشجيع الادارة الاميركية على مواصلة مساعي السلام. وعقد اسماعيل، الذي يزور واشنطن اجتماعات مكثفة مع مسؤولين عن ملف السودان في الادارة الأميركية، وشددوا امامه على ضرورة موافقة الخرطوم من دون تحفظ على الاقتراحات الأربعة التي عرضها المبعوث الرئاسي جون دانفورث على طرفي النزاع في الجنوب. وكانت الحكومة السودانية وافقت على ثلاثة منها، وتحفظت عن وقف قصف الاهداف المدنية والانسانية برقابة طرف ثالث، بينما وافقت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة الدكتور جون قرنق على الاقتراحات كاملة. وسعى اسماعيل الى محاولة تحييد الناشطين في الادارة الأميركية ضد حكومة بلاده، فعقد اجتماعين منفصلين مع عضوي الكونغرس عن الحزب الديموقراطي غريغوري ميكس، وعن الحزب الجمهوري توماس تاكريدو، وطلب منهما منح الحكومة السودانية "فرصة عادلة" وإيفاد بعثة لتقصي الحقائق في شأن ممارسة الرق، وانتهاج سياسة موضوعية والتحقق من المعلومات قبل اصدار الأحكام ضد السودان.