جدد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التزامه مكافحة العنف ووقف النار. جاء ذلك خلال زيارة قصيرة لاسبانيا، حيث التقى رئيس الحكومة خوسيه ماريا اثنار الذي اكد دعم أوروبا لقرارات ميتشل. وفي باريس اكد المنسق الخاص لمسيرة السلام تيري رود لارسن ووزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث ضرورة وجود مراقبين دوليين للاشراف على تطبيق القرارات. وقال عرفات خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أثنار "لن نتسامح مع أي عمل ولا مع أي موقف يتعارض مع وقف النار وتقرير ميتشل". وأضاف: "يجب ارسال مراقبين في أسرع وقت ممكن" لمراقبة وقف النار الذي تثبت هشاشته يوماً بعد يوم من التنفيذ . وكان اثنار استعرض مع بوش في مكالمة هاتفية عشية وصول عرفات، أفكاراً تكونت لديه بعد اتصالاته بالفاعلين السياسيين الرئيسيين في الشرق الأوسط، وتوصل الى ضرورة دعم المعتدلين الذين يضع عرفات في مقدمهم من أجل التوصل الى حلول حقيقية للأزمة، وأشار الجانب الاسباني الذي يعمل بجهد لدى الطرفين العربي والاسرائيلي لايجاد مخرج للأزمة الى تشاؤم عرفات وتعهداته بقبول تقرير لجنة ميتشل بكامله وبضبط الأمن. اما أثنار فقال ان هذا التقرير، هو "كل متكامل يجب تنفيذ بنوده كافة لضمان استمرار الضبط الأمني"، مبرزاً مقترحات قمة غوتنبيرغ الأوروبية - الاميركية بتنفيذه على ثلاث مراحل. ودان المسؤول الاسباني بناء المستوطنات، وطالب بوقفه والاستمرار في تطبيق الاتفاقات الأمنية التي شارك في وضعها مدير الاستخبارات الاميركية جورج تينيت، اضافة الى خلق جو من الثقة، وقال: "ان الوضع في المناطق الفلسطينية صعب لا يطاق". في القاهرة، قالت مصادر ديبلوماسية ان الرئيس حسني مبارك سيجري محادثات مع عرفات في الاسكندرية اليوم لبحث تطورات الأوضاع منذ اتفاق وقف النار. الى ذلك أكد لارسن وشعث ضرورة تولي مراقبين دوليين لعملية الاشراف على تطبيق توصيات تقرير ميتشل، وذلك في إطار ندوة نظمها المكتب الإعلامي للأمم المتحدة في مقر "اليونيسكو" في باريس، حول السلام في الشرق الأوسط. وقال المنسق الخاص لمسيرة السلام، لدى الأممالمتحدة تيري رود لارسن: "اننا بحاجة إلى حَكَم"، وان من مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين القبول ب"طرف ثالث" ينص عليه تقرير ميتشل. ورأى لارسن أن هذا التقرير يشكل الأمل الوحيد لكي يضع الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني حداً للعنف، ويتمكنا من الجلوس حول طاولة المفاوضات. أما شعث، فأشار في كلمته خلال الندوة، إلى أن الإسرائيليين سيدركون في نهاية المطاف أن وجود مراقبين هو في مصلحتهم. وقال إنه ليس على رئيس الحكومة الإسرائيلي ارييل شارون أن يفرض شروطه بالنسبة لتطبيق توصيات تقرير ميتشل و"إذا حصل ذلك، فإننا نتجه نحو كارثة"، معبراً عن أمله في دخول طرف ثالث على الخط للمساعدة في حلحلة الصعوبات. قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو ان وزير الخارجية هوبير فيدرين استقبل أمس شعث واجرى معه تبادلاً لوجهات النظر "حول الوضع الهش جداً" على الأرض بين الفلسطينيين والاسرائيليين. أضاف ان اللقاء الذي عقد في مقر وزارة الخارجية الفرنسية شكل مناسبة لإعادة التذكير بأن وقف اطلاق النار ليس هدفاً بحد ذاته وانه ينبغي على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي مواصلة جهودهما لتثبيت الوضع.