قررت شركتا نفط كنديتان الإندماج في شركة مستقلة قيمتها 17 بليون دولار 27 بليون دولار كندي وذلك على خلفية تقارير رشحتهما هدفان محتملان للتملك من قبل شركات النفط الأميركية، التي نشطت أخيراً في التوسع في كندا رافعة حصتها في صناعة النفط والغاز الكندية إلى قرابة 50 في المئة. وأعلنت شركتا "ألبرتا إنيرجي" و"بان كنيديان إنيرجي" أول من أمس إتفاقاً للإندماج فيما بينهما في صفقة أسهم ينتظر أن تدخل حيز التنفيذ في نيسان ابريل المقبل، في حال حظيت بتأييد حملة الأسهم. لكنهما حددتا الشرط الجزائي لنقض الإتفاق بمبلغ ضخم يناهز 200 مليون دولار 350 مليون دولار كندي لاحباط عزائم الشركات الراغبة في تملكهما. وسيملك الكيان الجديد، الذي سيطلق عليه إسم "إن كندا كورب" ويتخذ من عاصمة صناعة النفط الكندية كالغاري مقراً له، إحتياطاً ضخماً يقدر بنحو 7.8 تريليون قدم مكعبة من الغاز و1.3 بليون برميل من النفط والسوائل، علاوة على قدرات إنتاجية تتمثل في 2.7 بليون قدم مكعبة من الغاز وزهاء 250 ألف برميل من النفط والسوائل يومياً، إضافة الى خطط لزيادة هذا الإنتاج بنسبة 55 في المئة بحلول سنة 2005. وتنشط الشركتان المندمجتان في عمليات إنتاج وتنقيب في كندا وخليج المكسيك وبحر الشمال وآلاسكا وأذربيجان وليبيا. وشدد رئيسا الشركتين في مؤتمر صحافي على أن مشروعهما لا يشكل محاولة منهما لتفادي تملكهما من قبل الشركات الأميركية، إلا أن إعلان إتفاق الدمج جاء وسط موجة نشطة من عمليات التملك التي نقلت إلى ملكية صناعة النفط الأميركية العام الفائت ما قيمته 20 بليون دولار من أصول شركات النفط والغاز الكندية. وأشار إتحاد منتجي النفط والغاز الكندي إلى أن ملكية الشركات الأميركية وبعض الشركات الأخرى لأصول صناعة النفط والغاز الكندية، التي تراجعت من نحو 70 في المئة عام 1977 إلى 43 في المئة عام 2000، عادت وقفزت إلى 48 في المئة جراء عمليات التملك الكبيرة التي شهدها العام الفائت. وتستورد السوق الأميركية من كندا في الوقت الراهن نحو 1.6 مليون برميل يومياً من النفط والسوائل والمشتقات، إلا أن الغالبية العظمى من صفقات التملك الحديثة تتركز في عمليات إنتاج الغاز الطبيعي وإحتياطه الذي يقدر مجلس الطاقة الكندي حجمه الإجمالي بزهاء 500 تريليون قدم مكعبة، ما يكفي لتلبية حاجات السوق الأميركية لمدة 25 سنة وفق معدلات الإستهلاك الراهنة. وتحدث رئيسا الشركتين المندمجتين في المؤتمر الصحافي عن أهمية قيام شركات كندية عملاقة قادرة على المنافسة، لكن المراقبين يتوقعون إستمرار عمليات التملك الأميركية لأصول صناعة النفط والغاز الكندية في الأعوام المقبلة.