أعلنت الذراع الكندية لشركة "شيفرون" الأميركية اكتشاف بئر ضخمة للغاز الطبيعي في شمال غربي كندا أول من أمس، وترافق الاعلان مع صدور توقعات رسمية عن استمرار سوق الغاز الأميركية في زيادة اعتمادها على الصادرات الكندية، التي تشكل حالياً زهاء 90 في المئة من اجمالي الواردات الأميركية ويتوزع الباقي على دول عربية عدة بينها قطر والجزائر. وذكرت "شيفرون كندا ريسورسيز"، في بيان من كالغاري، أن البئر الجديدة تم اكتشافها قرب أحد أضخم آبار الغاز الطبيعي المكتشفة في تاريخ صناعة الغاز الكندية، وهي بئر اكتشفتها الشركة وعدد من الشركاء الكنديين قرب حدود مقاطعة بريتش كولومبيا الكندية العام الماضي وقدرت حجم احتياطها بنحو 600 بليون قدم مكعبة. وقال الناطق باسم الشركة تشارلي ستيوارت "ان البئر الجديدة التي بلغت كلفتها 6.5 مليون دولار أميركي باستطاعتها انتاج الغاز الطبيعي الحر بمعدل يراوح بين 50 و75 مليون قدم مكعبة في اليوم الواحد، ما يعادل في حده الأقصى زهاء 200 ضعف متوسط انتاج آبار الغاز الطبيعي في كندا". وتوقع بدء الانتاج الفعلي للبئر في الفصل الأخير من السنة الجارية. وأوضح الناطق ان خبراء الشركة لم يتوصلوا بعد الى نتائج حاسمة حول ما إذا كانت البئر الجديدة تملك مخزونها الخاص أو انها تشترك مع البئر المكتشفة العام الماضي في الاحتياط، لكنه جاء مطابقاً لتوقعات الشركة وشركائها من حيث غزارة انتاجها التي تقترب من الانتاجية المتوقعة للبئر الأولى في حدها الأقصى أي بمعدل 75 مليون قدم مكعبة يومياً. وأكد المراقبون أهمية الاكتشاف من واقع انه يفتح أمام صناعة النفط والغاز الكندية منطقة بكراً في شمال غربي كندا يقدر احتياطها من الغاز الطبيعي غير المكتشف بنحو 140 تريليون قدم مكعبة، وتوقع أحد المراقبين ان تشهد المنطقة المذكورة نشاطاً مكثفاً في عمليات التنقيب ومضاعفة الاستثمارات الى 300 مليون دولار في السنة المقبلة. وذكرت "شيفرون" في بيانها ان أعمال الانشاءات ستبدأ على الفور لمد خط أنابيب لنقل الغاز من موقع الاكتشاف الى احدى الشبكات الرئيسية المرتبطة بأسواق الولايات الغربية والوسطى للولايات المتحدة. وتساهم "شيفرون" في المشروع بنسبة 43.4 في المئة وتشاركها خمس شركات كندية بحصص تراوح بين 1.3 في المئة و24 في المئة. وتنشط مجموعة من الشركات الكندية حالياً في اقامة مشاريع ضخمة لنقل الغاز من حقول اكتشفت قبالة سواحل كنداالشرقية المطلة على المحيط الأطلسي في الأعوام القليلة الماضية، وتخصص نسبة كبيرة من الانتاج للتسويق في أسواق الولايات الشمالية الشرقية للولايات المتحدة. وتأتي هذه التطورات وسط توقعات رسمية تؤكد استمرار اعتماد السوق الأميركية على واردات الغاز الكندية بشكل متزايد في المستقبل المنظور، لا سيما مع توقع ازدياد الاستهلاك الأميركي بمعدلات أعلى من معدلات ازدياد الاستهلاك في كندا، ما سيسمح للشركات الكندية المنتجة بتخصيص نسبة أعلى من انتاجها للتصدير. وتوقع مجلس الطاقة الكندي وادارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية نمو الواردات الأميركية من الغاز الكندي بمعدل 2.4 في المئة في المتوسط سنوياً في المدى البعيد، لكنهما أشارا الى ازدياد هذه الواردات بقفزات كبيرة في المدى القريب اذ بلغت نسبة الزيادة في الفصول الثلاثة الأولى من العام الماضي نحو 8 في المئة وفي عام 1998 نحو 11.6 في المئة وفي سنة 1997 خمسة في المئة. وطبقاً لتوقعات المصدرين المشار اليهما ينتظر أن يرتفع حجم الواردات الأميركية من الغاز الكندي الى نحو 3.9 بليون قدم مكعبة سنوياً في غضون السنوات الخمس المقبلة. وكانت واردات الغاز الكندي بلغت في العام الفائت نحو 3.4 بليون قدم مكعبة وشكلت نسبة تناهز 93 في المئة من اجمالي الواردات الأميركية ونسبة 14 في المئة من اجمالي استهلاك السوق الأميركية.