الرباط - "الحياة" - تعاود محكمة الاستئناف في الدار البيضاء الاثنين درس ملف المتهمين في "خلية القاعدة" المعتقلين في المغرب. وهم ثلاثة سعوديين زهير الثبيتي وهلال العسيري وعبدالله الغامدي وشركاء مغاربة لهم في مقدمهم زوجتان محتملتان لمتهمين وضابط جمارك وبائع أثواب. ووجه اليهم قاضي التحقيق تهماً موزعة بين الانتساب الى تنظيم "القاعدة" والتخطيط لشن هجمات ضد بواخر تعبر مضيق جبل طارق وأماكن سياحية، اضافة الى صنع متفجرات وتشكيل عصابة واقامة علاقات غير شرعية. وأرجأت المحكمة درس الملف قبل اكثر من شهر لتزامنه مع شهر رمضان المبارك، في حين عزت أوساط قضائية ذلك الى اعداد مرافعات الدفاع. وتعود وقائع الملف الى ما بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر. اذ استقر رأي ناشطين في "القاعدة" على تنفيذ أعمال تخريبية في المغرب عُهد بها الى المتهمين الذين يحملون الجنسية السعودية، ما حدا بهم الى اقامة علاقات مع عوائل مغربية لتلافي الشبهات حول دخولهم المغرب وخروجهم منه. لكن تحريات الاستخبارات الاميركية نبهت عواصم في منطقة شمال افريقيا الى توقع هجمات ارهابية. وفي ضوء افادات معتقلين مغاربة من "الأفغان العرب"، رصدت اجهزة الأمن تحركات اعضاء الخلية الذين اعتقلوا في منتصف العام الجاري. لكن محاميي المتهمين شككوا في صدقية التحقيقات القضائية في ضوء تكييف المدعي العام للتهم المنسوبة الى اعضاء الخلية. وكان أحد المتهمين نفذ اضراباً عن الطعام لتحسين ظروف اعتقاله في سجن عكاشة في الدار البيضاء، في حين نفذت عائلات المتهمين اعتصاماً أمام مبنى السجن، مما أدى الى تحسين ظروف الاعتقال. وتعتبر محاكمة "خلية القاعدة" الأولى من نوعها التي ينظر اليها على انها ستميط اللثام عن هذا التنظيم، وطرق استقطابه وعمله، خصوصاً ان أحد المتهمين سبق له ان التقى زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن الذي أوعز اليه على ما يبدو بالقيام بمهمات انتحارية.