غاب المغني الاماراتي محمد المازم عن وسائل الأعلام عامين تقريباً، كان يعمل خلالها على ألبومه الجديد "أحبك"، وكان شديد الحرص على عدم الظهور الإعلامي، إلا في ما ندر، لأنه يعتقد ان كثرة ظهور المطرب في وسائل الإعلام تدفع الناس الى الملل منه. لكنه حريص في المقابل على تداول أخباره ليتابع الجمهور نشاطه باستمرار. يقول: "هذا ليس موقفاً من الإعلام في شكل عام، فعندما يجهز عندي عمل أظهر في وسائل الإعلام وأتحدث عنه بكل تفاصيله". وعن التغيير الذي اعتمده في أغانيه الجديدة يقول المازم: "أي فنان متجدد يسعى نحو الاستمرارية ويحرص على تقديم ألوان جديدة في كل عمل جديد، والاختلاف ليس في العناوين الرئيسية للأغاني بل في تفاصيلها، من ناحية الكلمة واللحن والموضوع والأداء وحتى الايقاع الذي يختلف من أغنية الى أخرى، ففي الماضي كان الايقاع الخليجي هو المسيطر في توزيع الأغاني، أما في ألبومي الأخير "أحبك" فتنوعت الايقاعات بين الشرقية العربية والشعبية الاماراتية، وتداخلت في بعض الأغنيات ايقاعات شبه غربية. ولمحمد المازم تجربة غناء باللهجة اللبنانية يقول عنها: "اديت أغنية "لا محال" من كلمات عادل رضوان وألحان جورج مردروسيان، وأعتقد أنها نجحت وأحبها الناس وكانت بالنسبة لي مفتاحاً الى كل اللهجات، فليس لدي مشكلة مع أي لهجة أتعلمها وأتدرب عليها، ربما في المستقبل سأغني بكل اللهجات العربية". ويفضل المغني الإماراتي اللون الكلاسيكي "فهو الأقرب وأشدو بغنائه بكل راحة، ولهذا السبب لا يصدر لي عمل إلا ويكون للون الكلاسيكي حصة فيه، ولكن، لا بد أن تكون للأغاني الايقاعية حصة مماثلة، لأن التنويع ضروري في أي عمل أقدمه في محاولة لإرضاء جميع الأذواق". وعلى رغم أن المازم يحب اللون الكلاسيكي والأغاني الهادفة إلا أنه لا يلتزم غناء الطرب الأصيل كونه لا يتجرأ أن يقترب من عمالقة غناء الطرب، بل يفضل الإفادة منهم. ويعتبر المازم ان الفن رسالة لكنها تحمل اليوم الكثير من الغبار، لأن الكثير من الأغاني الملتزمة والموجهة مثل الأغنية الاجتماعية والوطنية اختفت في مقابل ظهور كثيف للأغنية العاطفية التي صارت رائجة في المجتمع في شكل واسع، ويضيف: "ليس التقصير من الفنان بل من الإعلام وشركات الانتاج ذات التوجهات التجارية. ويوضح "لقد غنيت عام 1994 أغنية عن المخدرات وكانت الأولى من نوعها في العالم العربي لكنها لم تأخذ حقها في الإذاعات ووسائل الإعلام". ويرد الاتهامات الموجهة اليه ومنها ابتعاده عن الأغنية الاماراتية بأنه مطرب اماراتي، وبدايته كانت عبر الأغنية الاماراتية التي ما زالت ترافقه ولا تنقطع عنه لأنها تحمل في طياتها معاني جميلة، فشريطه الأخير يتضمن أغاني اماراتية، على سبيل المثال أغنية "أنت وجدك" كلماتها اماراتية محلية لكنه أدّاها بطريقته الخاصة لكي تصل الى أبعد مدى في العالم العربي. ويرفض المازم اتهامه بتقليد غيره من المطربين، ويرد بأنه كان أول من اختار الهند لتصوير فيديو كليب. ويصرح بأنه حمل نصائح أصدقائه الفنانين: فالفنان خالد الشيخ كان أول من سمع صوته وأثنى على جماله وقدرته ونصحه بأن يقدم عملاً جديداً لم يقدمه غيره فيكون مميزاً، والفنان أبو بكر سالم نصحه باختيار الألوان الجديدة ليعطي لنفسه لوناً يحمل اسمه، والفنان عبدالكريم عبدالقادر الذي رافقه منذ بدايته نصحه باختيار اعمال يتفرد بها. ويعتبر المازم انه بنصائح هؤلاء الكبار استطاع ان يجد لنفسه خطاً معيناً يبعد التشابه بينه وبين غيره من الفنانين. ويلفت إلى حرصه على التعاون مع الجيل الجديد من الشعراء والملحنين لأنهم يمتلكون الأفكار الجديدة المميزة، وهم متحمسون للعمل ولديهم دائماً اندفاع في بداياتهم، "إضافة الى تعاملي مع شعراء وملحنين معروفين كنت أتعامل معهم في الماضي وما زلت أحب أن أكون معهم في كل جديد". والمتميز في شريط محمد المازم الجديد اسم الشيخ نهيان بن زايد الذي يتعاون معه للمرة الأولى، وبحسب تصريح المازم "ان الشيخ نهيان صاحب فكرة وكلمات عنوان شريطه لكي يقولا للجمهور بعد هذه التجربة المشتركة انهما يحبانه، فجاء عنوان الشريط "أحبك" والمازم نفسه ملحن الأغنية وتولى توزيعها حميد الشاعري، وهي نالت الاعجاب والحماسة اللذين طمح المازم لحصادهما وهو اليوم يبحث عن حصاد جديد بأفكار وأعمال جديدة.