قال الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني انه تبلغ من مسؤولين في الحكومة الكويتية ومجلس الأمة البرلمان موافقتهما على ارسال مندوبين عن كل منهما لحضور المؤتمر الموسع للمعارضة العراقية في لندن منتصف الشهر، مؤكداً انه طلب من الكويت دعماً سياسياً واعلامياً للمعارضة. وشدد على ان "الصيغة الأفضل" بعد سقوط النظام في بغداد هي تشكيل مجلس سيادة سني - شيعي - كردي لإدارة العراق موقتاً، داعياً الى منع "حكم الميليشيات لأنها خطر كبير". أعرب طالباني خلال مؤتمر صحافي عقده في الكويت ليل الثلثاء، عن ثقته بأن التغيير في العراق "آتٍ لا محالة"، وقدم تهانيه للشعب الكويتي لمناسبة عيد الفطر، وقال: "أرجو ان نقدم التهاني لأخواننا الكويتيين في العيد المقبل من بغداد". وأوضح ان المعارضة العراقية بات لديها حوالى 100 ألف مقاتل في الشمال والجنوب، مشدداً على مشاركة الوسط العربي السني في عملية التغيير. لكنه استبعد تكرار نموذج التغيير الافغاني في العراق، وقال: "نريد التغيير بأيد عراقية قدر الإمكان، ثم بدعم اقليمي ثم دولي". واشار الى ان التغيير سينجح حين تستكمل المعارضة التنسيق في محاور ثلاثة: السني - الشيعي والعربي - الكردي والمدني - العسكري. واكد حرص المعارضة والأكراد خصوصاً على وحدة العراق، معتبراً ان "العراق مقسم الآن فعلياً وتغيير النظام هو ما سيعيد توحيده". واضاف: "في العراق ثلاث حكومات في النهار في بغداد وأربيل والسليمانية، ثم حكومة رابعة في الجنوب خلال ساعات الليل". ورفض ما يتردد من ان المعارضة هي بمثابة تحالف كردي - شيعي ضد العرب السنة، وقال ان أحزاباً تمثل العرب السنة مثل الحزب الاسلامي العراقي والحزب الناصري وحزب التجمع الطليعي وغيرها، موجودة ضمن المعارضة. ورأى طالباني ان فكرة تشكيل المعارضة لحكومة موقتة "سابقة لأوانها ولم تنضج بعد"، وقال: "يجب ان تتفق المعارضة في ما بينها أولاً، وان توحد خطابها السياسي". ورفض التشكيك في أهلية الشعب العراقي لاعتناق الديموقراطية والتعددية السياسية، وقال: "اذا كانت كردستان العراق وهي اكثر مناطق العراق تخلفاً وأمية" تمكنت من ايجاد وضع يعمل فيه 30 حزباً ومنظمة بحرية واستقلالية فماذا ستفعل المناطق المتحضرة مثل بغداد والبصرة والموصل". ورداً على سؤال عن دور الأكراد وقواتهم في عملية التغيير، قال الزعيم الكردي: "لن يكون للقوات الكردية دور خاص، ولا أفضل ان نتحرك بمفردنا الى مدن عراقية، بل ان تنتفض هذه المدن أولاً ثم نأتي نحن للمساعدة. نتمنى ان يبقى الجيش العراقي متماسكاً ومتضامناً مع الشعب، ويجب ان نمنع حكم الميليشيات لأنها خطر كبير، كما نرفض الحكم العسكري". واعتبر ان "اسقاط النظام ليس صعباً، لكن حكم العراق بعد ذلك هو الصعب، وعلى المعارضة ان تسيطر على الوضع وإلا ستكون هناك فوضى". ولفت الى ان تشكيل مجلس سيادة سني - شيعي - كردي لإدارة الأمور موقتاً بعد سقوط النظام هو "الصيغة الأفضل". ودافع بشدة عن رئيس الأركان العراقي السابق الفريق الركن نزار الخزرجي، ازاء الاتهامات بتورطه في ضرب الأكراد بالأسلحة الكيماوية، وقال ان "النظام العراقي هو اختلق هذه الاتهامات وهي مناورة ذكية من النظام لإحباط التوجه لدى قيادات عسكرية عراقية للانضمام الى المعارضة، وبعثت برسالة الى وزير العدل الدانماركي أفند فيها الاتهامات ضد الخزرجي". وكشف ان هناك "مئات من ضباط الجيش العراقي في صفوف المعارضة الآن، وهم مهمون جداً لأنهم جسر اتصال مع زملاء لهم ما زالوا داخل الجيش". وتابع: "لست، مع التوسع في الاتهامات بجرائم الحرب، لأن هذا يساعد النظام، نعلم ان آلاف الضباط دفعوا الى تنفيذ انتهاكات لحقوق الانسان لأنهم اذا خالفوا الأوامر سيعدمون فوراً". وأشار الى ان الفريق علي حسن المجيد هو "المتهم الرئيسي في أعمال القتل بالكيماوي وعمليات الإبادة الجماعية للأكراد"، وزاد: "عثرنا على 14 طناً من الوثائق تتعلق بممارسات النظام ضد الأكراد، والمجرمين المتورطين بها، وهي الآن في حوزة الحكومة الاميركية". وتابع: "الفريق الخزرجي كانت له علاقة طيبة معنا حتى وهو قائد للفيلق الأول الذي تواجه قواته المناطق الكردية". وعن وجود اسلاميين متطرفين ضمن تنظيم "القاعدة" في المناطق الكردية، قال طالباني ان لحزبه علاقة طيبة مع الاسلاميين الاكراد، بخاصة الاتحاد الاسلامي الكردستاني الذي يمثل فكر الاخوان المسلمين. واشار الى ان التطرف ينحصر في تنظيم منشق حديثاً اسمه "جند الاسلام" وعناصره "جماعة ارهابية متهورة تكفر باقي التنظيمات الكردية ولجأ اليهم بعض الأفغان العرب، ولهذه الجماعة حوالى 150 مقاتلاً في منطقة جبل "شرام" المحاذية لايران و"ربما يفكرون في جعلها تورا بورا لهم في كردستان". وامتدح علاقاته الحالية مع زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، وأشار الى المؤتمر الذي عقد في باريس اخيراً حول المسألة الكردية، لكنه استبعد ان يكون هدفه جعل فرنسا بديلاً من اميركا، وقال: "لا احد يستطيع الآن ان يكون بديلاً من اميركا في المسألة العراقية".