القدس المحتلة - "الحياة" يسعى "تحالف الجنرالات" في الطبقة الاسرائيلية الحاكمة المتمثل برئيس الوزراء أرييل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز ورئيس أركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون الى تسويق مشروعهم لضم اكثر من نصف مساحة الضفة الفلسطينية المحتلة بحجة توفير"الامن" للمستوطنات اليهودية غير الشرعية المقامة على الاراضي المحتلة بعد فشلهم المتكرر في تمرير هذا المشروع سياسيا على المستوى الدولي. بدأت الحكومة الاسرائيلية بتوسيع "المجال الامني" للمستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ حرب 1967 من خلال ما اسمته بمناطق العزل المحيطة بهذه المستوطنات والتي لا تزيد مساحاتها المبنية عن 1,7 في المئة من أراضي الفلسطينيين على نحو يدمر أسس "خريطة الطريق" لمشروع الحل الاميركي-الاوروبي لاقامة الدولة الفلسطينية بحلول العام 2005. وبعد يومين فقط من الاعلان الاسرائيلي عن اقامة المناطق العازلة حول المستوطنات اليهودية بمساحة 300 متر، تبين ان الحديث يجري عن ادخال ما نسبته 58 في المئة من الأراضي الفلسطينية التي تخضع الان للسيطرة العسكرية الاسرائيلية الفعلية ضمن ما يسمى "المجال الحيوي" لهذه المستوطنات. وتشمل هذه الاراضي البقع التي تحتلها المستوطنات اليهودية المقامة الآن بالاضافة الى الاراضي التي تدخلها المؤسسة الاسرائيلية ضمن الخرائط الهيكلية لهذه المستوطنات والتي تصل الى اكثر من ستة في المئة من اراضي الضفة الغربية يتبعها ما سيتم ضمه في اطار اقامة الاسيجة الالكترونية للمستوطنات. وعلاوة على ذلك كله هناك التوسع الاستيطاني المتسارع الذي تمثل في الشهور الاخيرة باقامة 14 حياً استيطانياً جديداً و105 بؤرة استيطانية. وتتناقض هذه المشاريع الاستيطانية قيد التطبيق بشكل كلي مع تصور الادارة الاميركية الحالية واللجنة الرباعية الدولية للدولة الفلسطينية العتيدة المقرر ان ترى النور وفقا ل"خريطة الطريق" لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي في العام 2005. وتنص هذه الخطة على اقامة الدولة الفلسطينية على الاراضي التي احتلتها اسرائيل في العام 1967 وعلى تجميد ومن ثم اخلاء المستوطنات. وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية شارون صرح قبل يومين بانه على استعداد للقبول بدويلة فلسطينية تقام على مناطق أ و ب وفقا لتقسيمات اتفاقات اوسلو المرحلية، أي على ما نسبته 42 في المئة من أراضي الضفة الغربية. يذكر ان الحكومة الاسرائيلية صادقت على اقامة 1800 وحدة استيطانية جديدة طرحت في مناقصات البناء في الصحف العبرية فيما تمت المصادقة أخيراً ايضاً على اقامة 800 وحدة استيطانية اخرى شمال مدينة القدس على اراضي بلدة شعفاط. وتضم الاحياء الاستيطانية الجديدة التي اقيمت بالقرب من المستوطنات الكبيرة وتركزت في منطقة نابلس من 15 الى 50 وحدة استيطانية جديدة. ويبلغ عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربيةالمحتلة نحو 400 الف مستوطن، يقطن 218 الفا منهم المستوطنات المحيطة بالقدس وحدها. وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة" ان الادارة الاميركية الحالية، خلافا للادارات السابقة، تمتنع منذ نحو عام عن الاتصال بمسؤوليين فلسطينيين لبحث التوسع الاستيطاني اليهودي على الاراضي الفلسطينية. ورأت هذه المصادر ان ادارة الرئيس جورج بوش ستواصل تجاهلها لما تفرضه الحكومة الاسرائيلية من وقائع على الارض في ما يتعلق بالاستيطان اليهودي، خصوصاً وان الحكومة الاسرائيلية الحالية تستخدم ذريعة "الامن" لمواصلة توسعها على حساب الاراضي الفلسطينية.