أعلنت كوريا الشمالية امس، انها ستستأنف "فوراً"، تشغيل منشآتها النووية المجمدة بموجب اتفاق ابرم مع الولاياتالمتحدة عام 1994، ملقية اللوم في ذلك، على قرار اميركي وقف تزويدها كميات متفقاً عليها من الفيول. وفي الوقت نفسه، اكد نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج، ان بكين تشاطر واشنطن قلقها من مواصلة كوريا الشمالية برنامجها النووي، كما تتفق معها في شأن ضرورة التوصل الى وسيلة لنزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. سيول، بكين - أ ف ب - نقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية عن بيان لوزارة الخارجية، ان بيونغيانغ ستلجأ الى الغاء اتفاق جمدت بموجبه منشأتين نوويتين، وتعيد تشغيل البرنامج الضروري لانتاج الطاقة. وقال بيان وزارة الخارجية في بيونغيانغ ان "كوريا الشمالية ليس لديها خيار سوى وقف العمل بتجميد البرنامج النووي الذي كان تطبيقه مشروطاً بالحصول على 500 الف طن من المحروقات سنوياً بموجب الاتفاق بين جمهورية كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة، والقيام فوراً باستئناف تشغيل المنشآت النووية الضرورية لانتاج الطاقة الكهربائية". وأكد البيان ان حكومة كوريا الشمالية مستعدة لتعليق البرنامج النووي مجدداً اذا اقدمت واشنطن على تقديم تنازلات، مشيرة الى ان امر ضبط الانتاج النووي "متوقف بصورة تامة على الولاياتالمتحدة". وعلى الاثر، دعت الحكومة الكورية الجنوبية الى اجتماع عاجل لمجلس الامن القومي بدعوة من الرئيس كيم داي جونغ، للبحث في الاجراءات الواجب اتخاذها. وربط مراقبون بين اعلان بيونغيانغ عن استئناف برنامجها النووي، واعتراض البحرية الاسبانية الاثنين الماضي، سفينة تحمل 15 رأساً صاروخياً من كوريا الشمالية الى اليمن. ومعلوم انه بعد ازمة كادت تؤدي الى نزاع في مطلع التسعينات، اعتبرت الولاياتالمتحدة ان البرنامج الكوري الشمالي "المدني"، يستخدم غطاء لتصنيع قنبلة نووية بواسطة البلوتونيوم. وفي 1994، وافقت كوريا الشمالية على تجميد منشآتها في مقابل بناء مفاعلين يعملان بالمياه الخفيفة بتمويل من كونسورسيوم غربي. وتعهد الغرب في حينه تزويد كوريا الشمالية الفيول في انتظار بناء منشآت جديدة. وقرر الكونسورسيوم الذي تسيطر عليه شركات اميركية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وقف تزويد بيونغيانغ النفط عقاباً لها بعدما اكدت واشنطن انها تواصل برنامجها النووي. وكشفت الولاياتالمتحدة في تشرين الاول اكتوبر الماضي، ان كوريا الشمالية اقرت امام موفد للحكومة الاميركية بأنها تسعى مجدداً لانتاج الاسلحة النووية منتهكة اتفاق 1994. وأعلن الموفد الاميركي جيمس كيلي بعد زيارة قام بها الى بيونغيانغ ان المسؤولين الكوريين الشماليين كشفوا له ان بلادهم تواصل العمل في برنامج آخر هو برنامج تخصيب اليورانيوم لغايات عسكرية. ونفت بيونغيانغ في وقت لاحق هذه التصريحات. ورفضت بيونغيانغ الاسبوع الماضي قراراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية يطالب بتفتيش كل المنشآت الكورية الشمالية النووية. الصين الى ذلك، قال ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الاميركي في اليوم الثاني من زيارته الى الصين امس: "ليس من مهمتي نقل رسائل الى القيادة الصينية، لكنني اعتقد ان لدى الصين المخاوف نفسها في شأن البرنامج النووي الكوري الشمالي التي تبديها الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان وأصدقاؤنا الروس، وتتفق معنا على ضرورة ايجاد وسيلة لنزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية". وأضاف قبل لقائه وزير الخارجية الصيني كيان كيشن: "انني واثق من ان الصينيين سيطلبون من الكوريين الشماليين تغيير موقفهم". وتريد واشنطن الحصول على مساعدة بكين في حض بيونغيانغ على وقف برامجها النووية.