كانبيرا، سيدني- رويترز، أ ف ب - تمسك رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد بشدة امس بحق استراليا في الدفاع عن نفسها من اي هجوم حتى اذا كان ذلك يعني القيام بعمل عسكري وقائي خارج البلاد، على رغم تزايد الانتقادات اقليمياً ومحلياً. وتعرض هوارد لانتقادات من الدول الآسيوية المجاورة ومن خصومه السياسيين بعدما قال اول من امس انه مستعد للقيام بعمل وقائي في بلد آخر اذا اكتشف ان هناك ارهابيين يخططون للهجوم على استراليا. وجاءت تصريحاته بعد التفجيرات التي وقعت في جزيرة بالي في 12 تشرين الاول اكتوبر الماضي، وسقط فيها اكثر من 180 قتيلاً من بينهم 90 استرالياً. واثارت لهجة هوارد المتشددة انتقادات من دول آسيوية مجاورة تربطها باستراليا علاقة هشة في افضل الاحوال مع اتهام كانبيرا عادة بأنها تلعب دور نائب الولاياتالمتحدة في المنطقة. وحذرت حكومات الفيليبين وماليزيا واندونيسيا وتايلاند كانبيرا من اي تدخل عسكري. وأعلنت ماليزيا انها لن تسمح ابداً لقوات اجنبية بالعمل على اراضيها في حين وصفت الفيليبين التحذير الاسترالي بأنه "غريب". وقال مستشار الامن القومي الفيليبيني رويلو غوليز عن تصريحات هوارد: "أرى أنها عجرفة تامة... يجب ان نرفضها". ونقل مسؤولون فيليبينيون عن المسؤول في الخارجية بلاس اوبل قوله ان الاقتراح الاسترالي "مبالغ فيه وغريب". وقال قائد القوات الفيليبينية ديونيسيو سانتياغو انه "لا يؤيد استراليا الا انه يرحب بمزيد من التعاون. نحن ممتنون لأن الاستراليين ساعدونا بالتدريب على مكافحة الارهاب... الامر لا يحتاج الا الى التعاون والتنسيق". وفي الداخل اتهم حزب العمال المعارض هوارد بأنه يحاول ان يؤثر في الناخبين الذين فقدوا الاحساس بالامن نتيجة انفجارات بالي. وقال كيفن رود الناطق باسم الشؤون الخارجية لحزب العمال ان هوارد يثير جدلاً في شأن الضربات الوقائية والحاجة الى تغيير القوانين الدولية لتوسيع تعريف الدفاع عن النفس كطريقة لتبرير القيام بعمل ضد العراق. الا ان هوارد نفى تلميحات بأن استراليا تفكر في القيام بعمل عسكري ضد بلد آسيوي مجاور. وأضاف "بغض النظر عما يردده آخرون من اكاذيب لا شيء قلته امس يستهدف اصدقاءنا في الدول المجاورة".