قرأت بفضول ثقافي وإعجاب خطاب الرئيس حسني مبارك المنهجي في "الأهرام" في 17/11، وهو جدير بأن يدرّس في مدارسنا وجامعاتنا لأنه يضع النقاط على الحروف. لكن ما لفت نظري هو قولكم في معرض الحديث عن التحدي الاقتصادي والاجتماعي في مصر، ان ذلك "ليتطلب منا مجهودات مضاعفة... في ضوء زيادة سكانية خطيرة تهدد بابتلاع كافة عوائد التنمية، بل تهدد بالقضاء على مواردنا المتاحة تدريجاً". رئيسي العزيز! بإيجاز لخصت مأساتنا كمصريين وكعرب وكمسلمين. فالزيادة السكانية غول يلتهم مواردنا العاجل منها والآجل. وكذلك لخصت المهمة التاريخية التي يتوقف وجودنا على إنجازها، وهي مهمة في منتهى الصعوبة لأن ثقافتنا السائدة، للأسف، مهووسة بزيادة المواليد. فزوجتي المحترمة، بعد إنجاب طفلتين رائعتين، أرادت مولوداً ثالثاً طمعاً في ان يكون ذكراً. فأفهمتها ان المولود الجديد لن يكون هدية جميلة لمصرنا العزيزة المريضة بزيادة مواليدها. ومن حسن حظنا ان زوجتي اقتنعت. اما شقيقتي فهاتفتني لتبلغني حزنها لأن ابنتها التي تزوجت منذ شهرين لم تحمل بعد. وعندما شرحت لها ان الحمل ليس ضرورياً، لم تفقه مما قلت شيئاً. اما ابن خالتي فأنجب من البنات ستاً، ولا يزال ينتظر مولوداً سابعاً، وربما ثامناً وتاسعاً، الى ان يولد له ذكر. فوعينا الجمعي ما زال جاهلياً وينطبق عليه قول الباري تبارك وتعالى ]وإذا بشّر احدهم بالأنثى ظل وجهه مسودّاً وهو كظيم[ 58 سورة النحل. حضرة الرئيس! إن فقرة واحدة في خطابك لا تكفي، فينبغي تجنيد الإعلام المكتوب والسمعي البصري، على مدى سنوات، لتوعية شعبنا المصري الذي لم يعِ بعد خطر القنبلة الذرية السكانية التي تهددنا بالإبادة الحضارية. باريس - اشرف عبدالفتاح عبدالقادر