أجرى وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتانياهو محادثات في موسكو مع نظيره الروسي ايغور ايفانوف برز خلالها تضارب في مواقف الطرفين ازاء موضوعي العراق والعلاقة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وكان نتانياهو وصل أول من امس الى العاصمة الروسية في اطار زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام. وتوجه قبل لقائه مع نظيره الروسي الى مسرح موسكو الذي احتجز فيه مسلمون شيشان قبل شهرين رهائن، ووضع، في اشارة لا تخفى أهدافها، اكليلاً من الزهور قرب المسرح واعرب للصحافيين الذين رافقوه عن تضامن الشعب الاسرائيلي مع ضحايا العملية التي اسفرت عن مقتل 129 شخصاً. وقال نتانياهو ان شعوب روسيا واسرائيل تعاني من ما وصفه بأنه "شر واحد". واضاف ان لا أحد مثل الشعب الروسي يمكنه ان "يتفهم ضرورة حرب اسرائيل ضد الارهاب". وشن الوزير الاسرائيلي عند وصوله الى موسكو هجوماً عنيفاً على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وقال انه لم يعد شخصاً مقبولاً على المسرح السياسي. ووصف القيادة الفلسطينية بأنها "غارقة في الارهاب". وقال انها تسعى الى "تدمير دولة اسرائيل"، مشدداً على ضرورة تغيير القيادة الفلسطينية التي قال انها ستعمد الى "تزوير اي انتخابات تجري في الأراضي الفلسطينية"، وشكك كذلك في احتمال نجاح المؤتمر الذي دعت اليه بريطانيا، وقال انه "لا يمكن انتظار نتائج من مؤتمر يحضره ممثلو عرفات". وفي الموضوع العراقي اكد نتانياهو "تأييد اسرائيل الكامل" لعملية اميركية ضد العراق، وقال ان تل ابيب "لا تساورها شكوك في ان الرئيس العراقي صدام حسين سيستخدم اسلحة الدمار الشامل". وبرزت خلافات في شأن موضوعي العراق والعلاقة مع الرئيس الفلسطيني، خلال محادثات نتانياهو مع وزير الخارجية الروسي وهو ما ظهر خلال المؤتمر الصحافي الختامي الذي عقده الطرفان. اذ اكد ايفانوف موقف موسكو في شأن ضرور تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالعراق، بما فيها القرار 1441، وشدد على رفض أي عملية خارج اطار الشرعية الدولية. وقال ان القيام بعملية تتجاهل مجلس الأمن، من شأنه أن يؤدي الى تعقيد الأوضاع في المنطقة كلها. ايفانوف يطالب ب"آلية عملية" وأكد ايفانوف ان موسكو لم تبحث مع الجانب الاسرائيلي في موضوع العلاقة مع الرئيس الفلسطيني. واشار الى ان بحث الطرفين تركز على نتائج اجتماع "الرباعية" الدولية الذي عقد في واشنطن اخيراً و"خريطة الطريق" التي قال انه يجب تحديد "آلية عملية" لتنفيذها من أجل "ان تسفر عن قيام دولتين مستقلتين". وذكر ايفانوف انه تقرر عقد لقاء "الرباعية" المقبل في شباط فبراير 2003، مشيراً الى انه سيتم في هذا الاجتماع اعتماد "الخريطة" رسمياً وطرحها على الأطراف المعنية.