لندن ، موسكو - "الحياة" - رفضت بريطانيا زعم وزير الخارجية الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن لا مجال لأي اصلاحات في السلطة الفلسطينية في ظل قيادة الرئيس ياسر عرفات والغى وزير خارجيتها جاك سترو مؤتمرا صحفيا مع نظيره الاسرائيلي امس بعد توجيه الاخير انتقادات قبل محادثاتهما امس لدعوة بريطانيا مسؤولين فلسطينيين يختارهم الرئيس عرفات وآخرين ممثلين للجنة الرباعية الدولية وبعض الدول العربية الى اجتماع في لندن الشهر المقبل يخصص لاصلاح السلطة الفلسطينية ومؤسساتها. اعلنت بريطانيا بقوة امس عدم اتفاقها مع مطالبة وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتانياهو باستبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من اي نقاش يتعلق باصلاح المؤسسات الفلسطينية، ورفضت انتقاداتهقبل لقائه نظيره البريطاني جاك سترو في لندن، الخطة البريطانية لاجراء محادثات مع مسؤولين فلسطينيين يختارهم عرفات بشأن اصلاح السلطة الفلسطينية.وكان رئيس الوزراء البريطاني وجه الدعوة في الشهر المقبل إلى عقد مؤتمر في لندن يخصص لهذا الغرض ويحضره ممثلون من اللجنة الرباعية ومندوبون من السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني الفلسطيني، علاوة على مصر والمملكة العربية السعودية والأردن. وكان من المقرر أن يعقد مؤتمر صحافي مشترك في مقر سترو الرسمي مع نتانياهو، إلا أن المؤتمر الغي في اللحظة الأخيرة. ورفضت وزارة الخارجية البريطانية الافصاح عن سبب الإلغاء، إلا أن مصادر مطلعة رجحت أن يكون السبب تخوف بريطانيا من أن يتحول المؤتمر الصحافي إلى جدل بين الجانبين حول خطة بلير التي اعترض عليها نتانياهو بسبب وجهات نظر الأخير من القيادة الفلسطينية. وتركزت محادثات نتانياهو مع سترو على الموقف المتدهور في المنطقة، ولكن مصادر بريطانية مطلعة أوضحت أن من الصعب توقع ذلك قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، وإلى أن يتم ايجاد الأرضية المناسبة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقالت المصادر إن سترو دافع خلال اجتماعه مع نتانياهو، الذي وصل إلى لندن في إطار جولة أوروبية، عن فكرة عقد هذا المؤتمر في بريطانيا، وذلك ضمن خطة "خريطة الطريق" للجنة الرباعية لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. وأعرب مسؤولون بريطانيون أيضاً عن عدم ارتياحهم لتصريحات نتانياهو التي اعترض فيها على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى لندن، وذلك لأن بريطانيا تؤكد أهمية استمرار الحوار مع سورية مهما تكن هناك من خلافات في وجهات النظر بين البلدين. وتطالب الحكومة البريطانية إسرائيل بالعمل على اتخاذ اجراءات لزرع الثقة من جديد، وذلك بغية تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة، وحل قضايا المرحلة النهائية المعلقة، ولكنها تدرك أن كل هذه المسائل الشائكة ستظل معلقة إلى حين اجراء الانتخابات الإسرائيلية. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن الاجتماع مع نتانياهو جاء بناء على طلب الجانب الإسرائيلي، وان سترو يحرص على لقاء المسؤولين من كل دول المنطقة عندما يزورون لندن. وذكرت مصادر الوزارة أن المحادثات شملت "خريطة الطريق" التي تؤكد بريطانيا ضرورة الاتفاق حولها داخل الرباعية وبين الأطراف نفسها. وأكد سترو الحاجة إلى أن تفي إسرائيل بالتزاماتها بالنسبة إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية. وتطرقت المحادثات أيضاً إلى زيارة الرئيس بشار الأسد إلى لندن، واطلع سترو نظيره الإسرائيلي على نتائجها. وذكرت المصادر أن العراق كان من بين الموضوعات التي شملتها المناقشات، وأكد سترو على ضرورة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية. ولكن المصادر تقول إن ليس هناك "اتفاق كامل" بين إسرائيل وبريطانيا حول الأزمة العراقية. وطالب سترو بالنسبة، للمسائل الثنائية، بأن تجري إسرائيل تحقيقاً في مقتل المواطن البريطاني الذي كان يعمل في وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين أونروا. ويبدأ نتانياهو غداً الأحد زيارة الى موسكو يلتقي خلالها نظيره الروسي ايغور ايفانوف. وقال مصدر في الخارجية الروسية ان محادثات الطرفين ستتركز على تطورات الأوضاع في المنطقة اضافة الى نتائج اجتماع "اللجنة الرباعية" الذي بدأ أعماله امس الجمعة في واشنطن. وكان مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية ميخائيل بغدانوف اشار الى ان المجموعة الرباعية شارفت على الاتفاق على الصيغة النهائية ل"خطة الطريق" التي قال انها ستكون أحد محاور البحث مع نتانياهو. وأعلن بغدانوف الذي كان يتحدث الى صحافيين روس في واشنطن عن ارتياح بلاده لمبادرة رئيس الوزراء البريطاني بدعوة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لإرسال مندوبين عنه الى المؤتمر.