أيدت موسكو حق الفلسطينيين في انشاء دولة، وأكدت أنها "تحترم قرارهم"، لكنها طلبت "موازنة" كل الاحتمالات المترتبة على هذا القرار، فيما دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى مشاركة روسيا وفرنسا ومصر في المفاوضات التي يجريها مع الإسرائيليين. ونظم لعرفات استقبال حافل في الكرملين، حيث رحب به الرئيس فلاديمير بوتين بحرارة، وأكد أن روسيا أيدت دوماً الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وبينها حقه في إقامة دولة. وأبدى استعداده للمساهمة في عملية التسوية التي وصفها بأنها "بالغة التعقيد"، وقال إنه تحدث في هذا الأسبوع إلى الرئيس الأميركي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك. وإثر محادثات طويلة أجراها عرفات مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف، أكد الأخير أن روسيا "ليست لديها مشكلة الاعتراف" بالدولة الفلسطينية، إذ أنها كانت وافقت ضمناً على ذلك إثر قرار المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988. وتابع ان موسكو متمسكة بموقفها المبدئي وترى أن القرار النهائي يعود للفلسطينيين، وروسيا "ستحترم هذا القرار". إلا أن الوزير طلب ان "تدرس وتوزن بدقة بالغة كل الاحتمالات الممكنة" للتطورات التي قد تترتب على إعلان الدولة. ووعدت روسيا بتكثيف جهودها واجراء اتصالات مع عدد من الدول لبلورة اقتراحات ستقدم إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وعلمت "الحياة" ان هذه الاقتراحات قد تشمل "تأجيل مناقشة ملف القدس" إلى وقت لاحق وإعلان الدولة الفلسطينية بالاتفاق مع الإسرائيليين. ومن جهة أخرى، فإن موسكو وعدت بالسعي إلى اقناع الأميركيين والإسرائيليين بعقد "قمة أوسع من الثلاثية"، على حد تعبير أحد الديبلوماسيين الروس. وكان منتظراً أن تدعو موسكو إلى قمة روسية - أميركية - فلسطينية - إسرائيلية، إلا أن عرفات أشار في مؤتمره الصحافي أمس إلى ضرورة توسيع دائرة المشاركين في عملية التفاوض لتنضم إليها روسيا الدولة الراعية الثانية لعملية السلام وفرنسا التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي ومصر وقوى أخرى. وإلى جانب المحادثات مع رئيس الدولة ووزير الخارجية، سعى عرفات إلى الحصول على دعم الكنيسة الارثوذكسية والتقى راعيها البطريرك أليكسي الثاني، الذي أعرب عن أمله في "حل مسألة الدولة الفلسطينية". وامتدح البطريرك الرئيس الفلسطيني قائلاً إنه "تعرض لضغط في كامب ديفيد وجرى صراع حقيقي كان الجانب الإسرائيلي يصر خلاله على أن تكون كل الكنائس المسيحية والمقدسات الإسلامية تحت سلطة إسرائيل". واجتمع عرفات قبل مغادرته إلى رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف الذي يعد من أكثر الساسة الروس اطلاعاً على ملف الشرق الأوسط.