كشفت مصادر رسمية أردنية ل"الحياة" في عمان ان اسرائيل كانت تنوي تنفيذ عمل عسكري على الجبهة اللبنانية - السورية، وان اتصالات اميركية اجريت مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك أوقفت تنفيذ الخطة. وعقد الفلسطينيون والاسرائيليون امس، اجتماعات على مستوى عسكري عالٍ، للبحث في تهدئة الوضع في الأراضي الفلسطينية. وجاءت هذه الاجتماعات بعد اتصالات هاتفية أجراها الرئيس الاميركي بيل كلينتون مع كل من الرئيس ياسر عرفات وباراك. راجع ص 3 و 4 ضربة اسرائيلية وقالت مصادر رسمية اردنية أمس ان "القلق" الاسرائيلي من تحركات عسكرية عراقية باتجاه الحدود الاردنية - السورية "لا اساس له"، ويهدف الى "خلق مبررات لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لتشكيل حكومة طوارئ". وذكرت ان باراك "اضطر، بسبب تدخل اميركي، الى احباط خطة لتنفيذ عمل عسكري على الجبهة اللبنانية - السورية"، وأن ما نسب الى مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى من أن الدولة العبرية قلقة من تحركات رتل عسكري عراقي باتجاه الحدود السورية - الاردنية هو "مجرد اختلاق يستهدف افتعال حال طوارئ، تبرر تأليف حكومة طوارئ موقتة بسبب تهديدات خارجية غير موجودة". واتفقت المصادر الأردنية مع تقويم وزارة الدفاع الأميركية الذي اعتبر أن تحركات الحرس الجمهوري العراقي التي رصدت اخيراً في الصحراء الى غرب بغداد "لا تشكل اي تهديد يذكر". وزادت أن "غياب الغطاء الجوي للقوات العراقية وتجهيزاتها العسكرية الحالية لا يسمح لها بأي هجوم ضد اي طرف خارجي". وكان ناطق باسم البنتاغون اعرب عن اعتقاده أن تنقلات الحرس الجمهوري تتعلق ب"تحركات مرتبطة بعملية تدريب في إطار مناورات سنوية". وأعلن البنتاغون في 12 تشرين الاول اكتوبر الجاري انه رصد تحركات لقوات عراقية متوجهة نحو الشمال والجنوب، موضحاً ان عددها ثلاثة - خمسة آلاف رجل. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس عن مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى ان "هذه القوة منتشرة في تشكيل هجومي. يمكن ان يكون الأمر مجرد عملية رمزية، لكننا شاهدنا ما حصل قبل نشوب حرب الخليج، عندما غزا العراقالكويت". واضاف: "إذا أراد العراقيون يمكنهم ان يتجاهلوا السيادة الأردنية والتحرك باتجاه اسرائيل". إلى ذلك، قال مصدر أردني مأذون له ان الهجوم اللفظي الذي شنه مسؤولون عراقيون اخيراً على الحكومات العربية "لن يخدم مصلحة العراق في العودة الى موقعه السابق بين الدول العربية". وعلى صعيد العلاقات الأمنية الاسرائيلية - الفلسطينية عقد لقاء بين مسؤولين في الجيش الاسرائيلي واجهزة الأمن الفلسطينية، وأوضح بيان للجيش ان الهدف هو "محاولة ايجاد سبل للحد من العنف". ويُعتقد ان اجتماعين امنيين عقدا في وقت واحد، احدهما في قطاع غزة حضره عن الجانب الاسرائيلي الجنرال يوم تون سامبا رئيس القيادة الجنوبية، وعن الجانب الفلسطيني اللواء عبدالرزاق المجايدة مسؤول الأمن الوطني في القطاع، والثاني في الضفة الغربية، حضره عن الجانب الاسرائيلي الجنرال اسحق ايتان قائد المنطقة الوسطى، وعن الجانب الفلسطيني العميد اسماعيل جبر مسؤول الأمن الوطني في الضفة. وقال محمد دحلان مسؤول جهاز الأمن الوقائي في غزة، ان هدف اللقاءات هو تنفيذ ما ورد في بيان شرم الشيخ، وليس التنسيق الأمني. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن دحلان ان "ليست هناك لقاءات أمنية مع الاسرائيليين"، واللقاء الذي سيعقد بين القيادات العسكرية الاسرائيلية والفلسطينية هدفه تنفيذ ما ورد في بيان الرئيس كلينتون عقب قمة شرم الشيخ، لجهة سحب القوات الاسرائيلية ووقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني. اما ما تدعيه اسرائيل في شأن التنسيق الأمني واجتماعات امنية فنحن قلنا منذ البداية ان الطائرات الاسرائيلية قتلت هذا التنسيق كما قتله باراك حين أعلن وقف عملية السلام. وزاد: "على باراك ان يفهم ان وقف العملية يعني في شكل تلقائي وقف التنسيق الأمني". ولفت الى "محاولات اميركية لاعادة الأمور الى ما كانت عليه، لكن اسرائيل لم تستكمل مخططها العدواني الكامل على الشعب الفلسطيني". كلينتون إلى ذلك، أعلن كلينتون أمس أن عرفات في وضع يمكنه من الحد "في شكل كبير" من أعمال العنف. وقال في مؤتمر صحافي في واشنطن إنه لا يلوم الرئيسى الفلسطيني، مستدركاً ان هناك "أشخاصاً داخل الأراضي الفلسطينية وداخل إسرائيل ليسوا تحت السيطرة التامة للرئيس عرفات أو حتى الحكومة الإسرائيلية". وأشار إلى الاتصال الذي أجراه مع عرفات مضيفاً: "سنعرف خلال الأيام المقبلة هل الجانبان سيستأنفان" المفاوضات. وكان البيت الأبيض أعلن مساء أول من أمس أن كلينتون اقترح خلال الاتصال ان يدعو الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي إلى محادثات منفصلة في واشنطن، شرط أن يطبق الجانبان الالتزامات التي تعهداها خلال قمة شرم الشيخ. وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أن كلينتون اتصل هاتفياً بباراك للغرض نفسه. وبرز مجدداً الإصرار الاسرائيلي على تحميل عرفات مسؤولية العنف، اذ دعا باراك غيرهارد شرودر المستشار الالماني الذي سيزور المنطقة بعد ايام، الى استخدام نفوذه لدى عرفات "كي يوقف العنف ويعود الى طاولة المفاوضات". واقر الكونغرس امس مشروع قانون يحمل القيادة الفلسطينية "مسؤولية العنف"، ويحض كلينتون على تقديم "الدعم لشعب اسرائيل". في الوقت ذاته، افادت وكالة انترفاكس الروسية للانباء، ان موسكو تعتزم ارسال مبعوث خاص للسلام في الشرق الأوسط الى دول عربية الاسبوع المقبل، وأعلن ان وزير الخارجية ايغور ايفانوف استقبل امس بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق الذي يقوم بزيارة خاصة لموسكو. وقال ايفانوف خلال اللقاء ان بلاده "ستواصل جهودها كراع مشارك في عملية السلام، من اجل حصول انفراج في الأزمة".