الخرطوم - "الحياة" - رحب زعيم حزب الأمة السوداني المعارض رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي امس باختياره إماماً ل"أنصار الإمام المهدي" خلال مؤتمرهم الأول الذي يختتم أعماله اليوم في بلدة السقاي قرب العاصمة. وعزز هذه الاختيار موقف المهدي ازاء خصومه داخل الحزب وحسم أمر مكانته الدينية والسياسية. وقال المهدي أمام المشاركين الذي يقدر عددهم بنحو أربعة آلاف ممثل للأنصار في انحاء البلاد "اخترتموني على رغم انني تجنبت تولي منصب الإمام. لم أشكك ابداً في ولائكم ومحبتكم لشخصي، وأنا مدرك ان الأعمال غير الشرعية التي حلت بكيان الأنصار هي السبب وراء خطوتكم هذه". وبقدر عدد أنصار المهدي في السودان بنحو 8 ملايين ويعتبر حزب الأمة الذي يستند الى دعم الطائفة أكبر الأحزاب السودانية. وتعود تسمية الطائفة الى الإمام المهدي مؤسس السودان الحديث الذي أجلى الحكم الثنائي البريطاني - المصري عن السودان في 1885. وكان الإمام الهادي المهدي آخر أئمة الأنصار وقتل في 1970 مطلع عهد الرئيس السابق جعفر نميري، ولم يشغل أحد المنصب منذ ذلك الوقت. وينافس الصادق المهدي على المنصب عمه أحمد المهدي وبعض أبناء الهادي المهدي. وكان والد الصادق، الإمام الصديق المهدي، خلف والده عبدالرحمن في إمامة الأنصار ثم خلفه الإمام الهادي. ويمثل حديث الصادق المهدي اشارة الى حل حكومة الرئيس عمر البشير حزب الأمة ومصادرة مقر الطائفة وممتلكاتها، والى الانشقاق الذي يقوده مبارك الفاضل المهدي ابن عم الصادق الذي عين أخيراً مساعداً للرئيس السوداني اثر انشقاقه عن حزب الأمة.