القاهرة - أ ف ب - ابرزت مطالبة قيادي في هيئة شؤون أنصار الإمام المهدي بإعادة ممتلكات الهيئة المصادرة منذ العام 1992، الخلافات المستمرة داخل الحركة منذ مغادرة زعيم الجماعة السيد الصادق المهدي الخرطوم سراً في نهاية 1996. وذكرت صحيفة "الوان" القريبة من الحكومة السودانية الاحد ان خالد محمد ابراهيم الذي وصفته بأنه الامين العام لهيئة شؤون الانصار التي تدير شؤون الحركة، تقدم بطلب استعادة ممتلكاتها المصادرة. واثار هذا الاعلان رداً عنيفاً من جانب مسؤولي الهيئة الموالين للصادق المهدي والذين وصفوا هذه الخطوة بأنها "مؤامرة من الحكومة تهدف الى شق صفوف" الطائفة. وقال مسؤول الاتصال الخارجي لهيئة شؤون الانصار في القاهرة السيد حسن يوسف لوكالة "فرانس برس" في القاهرة ان هذه الخطوة تشكل "مناورة ومؤامرة جديدة من النظام السوداني لإثارة الفتنة". واوضح حسن ان خالد ابراهيم الامين العام السابق للهيئة تمت تنحيته في مطلع الثمانينات "قد يكون مدفوعاً من النظام للمطالبة بأملاك الحركة لاستخدامها للمساومة على وضعية يفتقدها او بهدف إحداث بلبلة داخل التنظيم". واضاف ان "الحركة سلّمت الرئيس عمر البشير قائمة بالممتلكات التي تطالب باستعادتها في 25 ايلول سبتمبر الماضي ولم تلق منه اي استجابة"، معتبرا ان "الاتجاه الى اعطاء هذه الممتلكات لخالد محمد ابرهيم هو من قبيل إعطاء الحق لغير صاحبه". وكرر يوسف اتهام السلطات السودانية ب "ممارسة ضغوط على اعضاء الحركة عبر التنكيل والتعذيب والمضايقة". واكد ان اعضاء الحركة معرضون "للاضطهاد والاعتقال المتكرر لاتهامهم بممارسة نشاطات معارضة". وتدور الخلافات داخل الحركة التي تأسست في السودان في نهاية القرن التاسع عشر على يد الامام محمد احمد المهدي بين تيار مؤيد لأحمد المهدي عم الصادق المهدي، وتيار يتزعمه داخل السودان عبدالمحمود أبو المؤيد للصادق المهدي. ولا يعترف احمد المهدي الذي يعتبر من المقربين الى الحكومة السودانية بولاية أبو ويؤيد خالد محمد ابراهيم الذي عين في منصبه في مطلع السبعينات وظل يشغله حتى انتهاء عهد جعفر نميري. وكانت الخلافات داخل الحركة برزت بشكل خاص في ايلول سبتمبر الماضي عندما حذرت "هيئة شؤون الانصار" من "فتنة دامية يعد لها نظام الخرطوم"، عبر السعي الى السيطرة على مسجد "ود نوباوي" المنبر الرئيسي للحركة في ام درمان. واتهمت الهيئة أحمد المهدي بالسعي الى السيطرة على المسجد عبر فرض إمام بدلاً عن عبدالمحمود أبو. وبات هذا المسجد المركز الرئيسي للانصار منذ العام 1992 بعد ان صادرت السلطات مجمع الامام المهدي وفيه الدار الرئيسية لهيئة شؤون الانصار والمكتبة والمتحف و"مسجد الامام المهدي" في الخرطوم واملاكاً اخرى في سائر انحاء البلاد. ويؤجج الخلافات ايضا عدم تعيين امام للحركة منذ وفاة الامام الهادي عبدالرحمن المهدي الذي قتل في عام 1970 بسبب معارضته لنظام نميري.