قال مساعد الرئيس السوداني مبارك الفاضل المهدي في حفلة إفطار دعا اليها القيادات الصحافية في مقر اقامته في الخرطوم ان زيارته الأخيرة لكمبالا "خففت التوتر بين البلدين" في اعقاب امتناع الخرطوم عن تمديد الاتفاق الذي يسمح للجيش الاوغندي بتعقب مقاتلي حركة "جيش الرب" الأوغندية المعارضة بقيادة جوزيف كوني واتهام كمبالا دوائر سودانية بمعاودة دعم كوني. وأوضح ان موسفيني اكد ان بلاده أوقفت دعمها ل"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق وانها مستعدة لوضع مراقبين مصريين وليبيين على الحدود بين البلدين للتحقق من ذلك، لكنه نصح بحل مشكلة الحرب في السودان سلماً، واقترح عقد لقاء جديد بين الرئيس عمر البشير وقرنق وفق برنامج محدد للخروج بخطوات عملية نحو انهاء الحرب الأهلية. وذكر المهدي ان وزير الدفاع الاوغندي أماما امبازي الذي ينتظر ان يكون وصل الى الخرطوم في وقت متقدم من مساء أمس سيناقش مع نظيره السوداني اللواء بكري حسن صالح التفاصيل الفنية لتجديد الاتفاق الموقع بين البلدين الذي يسمح للجيش الاوغندي بتعقب حركة كوني في جنوب البلاد. وهذه هي المرة الثالثة التي يمدد فيها الاتفاق الذي سرى منذ آذار مارس الماضي. واعرب عن قناعته بأن السلام لن يتحقق الا عبر الضغط على "الحركة الشعبية" بتحسين العلاقات مع اوغندا. ورأى ان شكل الحكم القائم حالياً لن يتغير كثيراً خلال الفترة الانتقالية باستثناء دخول الحركة الى السلطة مع بعض القوى الاخرى. وقلل من تأثير القوى المعارضة للحكومة، مشيراً الى ان الزمن تجاوزها. الى ذلك، أكد وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان حكومته لا ترفض مبدأ تولي أحد أبناء الجنوب أو احد قادة "الحركة الشعبية" منصب النائب الأول للرئيس محذراً من ان انفصال الجنوب سيؤدي الى فوضى في المنطقة. وقال اسماعيل في حديث الى اذاعة "مونتي كارلو" ان وجهات النظر تباينت في شأن مطالبة "الحركة الشعبية" بمنصب النائب الأول للرئيس وان يتمتع بحق "الفيتو" في كل قرار يصدره الرئيس الأمر الذي سيضعف مؤسسة الرئاسة. وأوضح ان نقطة الخلاف الأخرى الأبرز مع الحركة اعتزامها الاحتفاظ بقواتها خلال الفترة الانتقالية. خلافات المعارضة الى ذلك، برزت خلافات داخل "التجمع" المعارض في شأن دعوة السلطات الاميركية وفداً من الأمانة العامة للتجمع لزيارة واشنطن. ويناقش الوفد مع المسؤولين الاميركيين الدعم المالي للمعارضة وقانون السلام السوداني الذي وقعه الرئيس الاميركي جورج بوش اخيراً، وسبل مشاركة المعارضة في التسوية السياسية المنتظرة بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين. يذكر ان واشنطن كانت سلمت دفعة أولى من الدعم المالي الى المعارضة، بلغت جملته 10 ملايين دولار. كما أقر الرئيس الاميركي جورج بوش دعم المناطق التي تقع خارج سيطرة الحكومة ب300 مليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة في حال عدم ابرام الخرطوم اتفاق سلام مع قرنق. وسيلتقي وفد المعارضة في زيارته التي تستمر حتى نهاية الاسبوع الجاري مسؤولين في الادارة الاميركية والكونغرس ومجلس الشيوخ. ويضم وفد المعارضة الأمين العام للتجمع باغان أموم الحركة الشعبية ونائبه شريف حرير التحالف الفيديرالي، وأمين الاعلام في التجمع حاتم السر علي الحزب الاتحادي ومسؤول العلاقات الخارجية بارنابا بنجامين الحركة الشعبية. وأثارت الدعوة الاميركية خلافات في أوساط المعارضة اذ استنكر رئيس التجمع محمد عثمان الميرغني "ان يقوم المكتب التنفيذي بتنظيم الزيارة بمنأى عن هيئة القيادة"، فيما اظهر الشيوعيون امتعاضاً من "تشكيلة الوفد" التي لم تشمل حزبهم.