يتضح لمتتبع العلاقات الأميركية التاريخية المميزة مع المملكة العربية السعودية التناقض بين الموقف الرسمي للإدارة الأميركية الذي يمثله الرئيس جورج بوش الابن ووزير خارجيته كولن باول، والذي يشيد بدور المملكة وتعاونها مع الإدارة الأميركية في عمليات مكافحة الارهاب في العالم، وبين موقف بعض الأعضاء في مجلسيّ النواب والكونغرس من أنصار اليمين المسيحي المتطرف المساند للأجهزة الإعلامية التي تمولها منظمات صهيونية تلمودية. فهؤلاء الأعضاء دأبوا على كيل الاتهامات الباطلة في حق كبار المسؤولين في القيادة السعودية من أعضاء الأسرة الحاكمة وأنجال الملك عبدالعزيز وأحفاد مؤسس الدولة السعودية الذي وضع مبادئ التعاون ورسخ العلاقات مع الولاياتالمتحدة الأميركية منذ 57 عاماً، يوم التقى الرئيس الأميركي روزفلت الملك عبدالعزيز في البحيرات المرة. وفي الوقت الذي هنأ فيه الرئيس بوش كل من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بمناسبة نهاية شهر الصوم وحلول عيد الفطر السعيد، وأشاد بدور الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم وفي الولاياتالمتحدة الأميركية، وكذلك أمل هذا الأخير في تحسين العلاقات التي توترت بسبب الأزمة العراقية، ظهرت تعليقات معادية صدرت عن حلفاء الرئيس بوش في اليمين المسيحي. أما خادم الحرمين الشريفين وولي عهده فقد عبرا عن شكرهما للرئيس بوش على تلك المشاعر الطيبة نحو الإسلام والمسلمين وأشادا بمتانة علاقات الصداقة العريقة التي تربط بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية والشعبين السعودي والأميركي. ذلك بينما ساهم الاعلام الأميركي الرخيص، بهدف الابتزاز والتشهير الشاذ، بنشر اتهامات باطلة وجهت لبعض كبار المسؤولين في المملكة. وتطاولت هذه الأجهزة الإعلامية الأميركية، بمشاركة أجهزة إعلامية بريطانية، على الأمير نايف بن عبدالعزيز، وهو وزير الداخلية والمسؤول الأول عن الأجهزة الأمنية في المملكة، وهو الذي يبذل كل جهد في مكافحة الارهاب، وكانت له اليد البيضاء الناصعة في هذا المجال قبل وقوع حوادث الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001. فالمملكة تلقت ضربة الارهابيين الأولى حين وقعت الانفجارات في الرياض والخبر، وتكبدت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. أما الأجهزة الأمنية فتمكنت، بتوجيه من الأمير نايف، من اعتقال الفاعلين، واتخذت الاجراءات الرادعة في حقهم. لذلك فإن موقف المملكة وقيادتها من الارهاب واضح المعالم كعين الشمس الساطعة ولا غبار عليه. واستنكر الشعب السعودي هذه العمليات التي ترفضها الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية الأخرى. فكل الشرائع تعارض الأعمال غير الإنسانية التي يرتكبها بعض الناس، من المسلمين أو من غيرهم. فالأعمال الارهابية التي تهدد الإنسانية لا تخدم العقيدة الإسلامية أو غيرها من العقائد. وهذه الأعمال هي عقبة في طريق التقدم البشري. وتولت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية، التي يملكها روبرت مردوخ الملقب بامبراطور الصحافة في الولاياتالمتحدة، والمقيم في هونغ كونغ حيث يدير أعماله التجارية الربوية، اتهام الأمير نايف بن عبدالعزيز بكونه من الأشخاص الذين رفعت أسر ضحايا الحادي عشر من أيلول في حقهم دعاوى قضائية. واستندت الصحيفة الأميركية الى قول الأمير نايف: "إن المنظمات الارهابية لها علاقة مع استخبارات اسرائيل". السعودية - مطيع النونو كاتب وصحافي