يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس زيارة لفرنسا هذا الاسبوع، فيما لقيت مبادرته نحو اسبانيا بسماحه لصيادي الأسماك في منطقة غاليسيا الاسبانية بالصيد في المياه الاقليمية المغربية صدى ايجابياً لدى حكومة مدريد التي قد تعلن قريباً عودة سفيرها الى الرباط. يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس زيارة لفرنسا الاسبوع الجاري قد تسبقها زيارة خاصة. تأتي الزيارة عقب المحادثات التي اجراها العاهل المغربي في الدار البيضاء قبل أيام مع الرئيس جاك شيراك الذي قام بزيارة الى المغرب استمرت ساعات تناولت المحادثات خلالها قضايا اقليمية ودولية وثنائية. وعكست هذه المحادثات قدراً أكبر من التشاور والتنسيق بين الرباط وباريس، في ملفات قضية الصحراء والوضع الاقليمي ومستقبل الشراكة التي تربط المغرب وبلدان الاتحاد الأوروبي. الى ذلك، أعلن وزير الصيد المغربي السيد الطيب عافس ان نظيره الاسباني سيزور المغرب في الثالث والعشرين من الشهر الجاري لدرس ترتيبات تنفيذ قرار المغرب السماح لإسطول الصيد الاسباني في منطقة غاليسيا العمل في المياه المغربية، لكنه قال ان هذا القرار لا علاقة له باتفاق الصيد الساحلي الذي كان يربط المغرب وبلدان الاتحاد الأوروبي قبل تعليقه العام 1999. وقال ان فترة ثلاثة اشهر للصيد في المياه الاقليمية المغربية مرشحة للتمديد بارتباط مع مضاعفات كارثة غرق السفينة "برستيج"، لكن المسؤول المغربي توقع ان يكون للقرار المغربي نتائج ايجابية على مستقبل العلاقات المغربية - الاسبانية. وفي مدريد، اعرب رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا أثنار ان "مبادرة العاهل المغربي لقيت التقدير والترحيب لما تحمله من مشاعر التضامن مع اسبانيا". وأكد ان العاهل المغربي اتصل به في العاصمة الدنماركية حيث شارك في اعمال القمة الأوروبية لإبلاغه مضمون المبادرة التي كان محمد السادس اطلع عليها الملك خوان كارلوس. ويذكر انها المرة الأولى التي يتحدث فيها العاهل المغربي مع رئيس الوزراء الاسباني منذ نشوب الأزمة بين مدريدوالرباط مطلع الصيف الماضي في شأن جزيرة "ليلى". ودعت المعارضة الاشتراكية والشيوعية الاسبانية حكومة اثنار الى الاسراع في التجاوب مع "مبادرة التضامن وحسن الجوار المغربية" والقيام بمبادرة سياسية ترقى الى مستوى مبادرة الرباط وتمهد لعودة الحرارة الى الحوار بين البلدين وطي صفحة الأزمة الراهنة. وقالت مصادر سياسية مطلعة في مدريد ل"الحياة" ان اثنار قد يعلن مطلع الاسبوع المقبل عودة السفير الاسباني الى الرباط، بعدما كان استدعي منها للتشاور في تموز يوليو الماضي في اعقاب أزمة جزيرة "ليلى". وقالت المصادر ان رئيس الوزراء الاسباني بدأ مشاورات مع مساعديه في هذا الشأن، بعد مكالمة العاهل المغربي، وان اسبانيا لن تشترط عودة السفير المغربي الى مدريد كما اتفق الطرفان خلال المحادثات التي جرت الاربعاء الماضي اثناء زيارة وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى للعاصمة الاسبانية.