توقعت اوساط اسبانية ان يحمل العاهل المغربي الملك محمد السادس الى مدريد حيث بدأ امس زيارة رسمية، اقتراحات جديدة لتسوية ملفات عالقة، خصوصا في قضية الصيد الساحلي التي تثير حساسيات لدى الاسبان، كون الرباط رفضت تجديد الاتفاق الذي كان يجمعها وبلدان الاتحاد الاوروبي. وركزت المحادثات التي اجراها العاهل المغربي في اليوم الاول من الزيارة مع الملك خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوسيه ماريا اثنار على الوضع في منطقة الشمال الافريقي وتطورات قضية الصحراء وآفاق الشراكة المغربية - الاوروبية. واستبعدت مصادر ديبلوماسية ان يكون ملف مدينتي سبتة ومليلة المحتلتين على جدول الاعمال، لكن من دون اغفال الاحاطة به كاحدى المشكلات التي تعيق ترسيخ الثقة بين البلدين. واجرى مسؤولون في الوفدين المغربي والاسباني محادثات تناولت الملفات الاقتصادية والاجتماعية، خصوصا تحويل ديون اسبانية مستحقة الى استثمارات في المحافظات المغربية الشمالية، والبحث عن الوسائل لمواجهة ظاهرة الهجرة. وكان الملك خوان كارلوس اجرى استقبالا رسميا للعاهل المغربي شاركت فيه الملكة صوفيا اضافة الى اثنار. ورأت المصادر في تشكيلة الوفد المغربي الذي ضم وزراء الخارجية محمد بنعيسى والعدل عمر عزيمان والاقتصاد فتح الله ولعلو والاتصال والثقافة محمد الاشعري، والمستشار الاقتصادي اندري ازولاي والناطق الرسمي باسم القصر حسن اوريد اضافة الى عبدالحق القادري مدير المستندات والدراسات والجنرال بوشعيب عروب من القيادة العليا للقوات المسلحة المغربية، اشارة بارزة على تطلع المغرب الى تعميق التشاور مع اسبانيا في كل الميادين ووفق رؤية جديدة تبحث عن تسوية لكل الخلافات. كذلك حرص العاهل المغربي على اصطحاب امراء معه، بينهم شقيقته الأميرة مريم، في خطوة ترمز الى "التقارب الكبير بين العائلتين الملكيتين والى تجاوز العلاقة المغربية - الاسبانية البعد التقليدي الى العلاقة الحميمة"، بحسب المصادر.