القدس المحتلة، غزة - "الحياة"، ا ف ب - اعلنت السلطات الاسرائيلية امس اعتقال ثلاثة فلسطينيين من القدسالشرقية اتهموا بالتخطيط لاسقاط مروحية رئيس الوزراء ارييل شارون وهجمات اخرى، فيما استشهد فتى فلسطيني أمس متأثرا بجروح أصيب بها مع رفيق آخر له في انفجار غامض وقع في مخيم البريج قبل يومين. وأفاد مصدر قضائي إسرائيلي ان الفلسطينيين الثلاثة الذين قال انهم ينتمون الى حركة "الجهاد الاسلامي"، اتهموا بالتخطيط لهجوم بالقذائف على مروحية شارون عند اقلاعها او هبوطها على مدرج مخصص للمروحيات قرب مقر رئاسة الحكومة، وبالتخطيط لهجمات بالمتفجرات والاسلحة الرشاشة على اهداف مدنية في القدس. واشارت مذكرة الاتهام الى ان المتهمين كانوا يخططون لتنفيذ هذا الهجوم من منزل في القدس الغربية عمل احدهم فيه سابقا بعد ان لاحظ ان المروحيات التي تحط في هذا المطار والتي تقل شارون او غيره من كبار المسؤولين مثل وزير الدفاع شاؤول موفاز، تمر على ارتفاع المنزل المذكور قبل الهبوط. والرجال الثلاثة هم عمر الاطرش وحيدر ابو حيدر وزياد الاطرش، وهم من سكان احد احياء القدسالشرقيةالمحتلة، واعتقلهم جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي ين بيت قبل اسابيع لكن لم يعلن عن حبسهم الا امس. ووجهت اليهم الاتهامات الاتية: "محاولة القتل والانتماء الى شبكة ارهابية وحيازة اسلحة بشكل غير شرعي وتقديم المساعدة للعدو في وقت الحرب ونقل معلومات اليه". وفي موضوع يبدو انه متصل بهذه القضية، افاد مصدر عسكري انه تم امس اعتقال فلسطينيين اثنين مطلوبين بتهمة الانتماء الى حركة "الجهاد الاسلامي" وبحوزتهما متفجرات، وذلك اثناء وجودهما في سيارة اجرة على حاجز عسكري شمال القدس. وافادت العناصر الاولية للتحقيق بانهما كانا يستعدان لارتكاب هجوم انتحاري، فيما اوقف ايضا خمسة فلسطينيون اخرون كانوا في السيارة نفسها لاستجوابهم. المؤبد لثلاثة من "حماس" من جهة اخرى، اصدرت محكمة في القدس امس حكما بالسجن المؤبد على ثلاثة عناصر من خلية تابعة ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس في القدسالشرقية دينوا بقتل 35 شخصا في سلسلة من العمليات ضد اهداف مدنية في اسرائيل. وصدر في حق زعيم الخلية وائل قاسم 35 حكما بالسجن المؤبد وحكما آخر بالسجن 50 سنة، في حين صدر في حق كل من شريكيه حكم بالسجن بالمؤبد. وقبل الاعلان عن الاحكام تبنى قاسم هذه العمليات، مؤكدا ان شارون هو الذي يجب ان يكون في قفص الاتهام، وصاح "الله اكبر". وكان الرجال الثلاثة يقيمون في حي سلوان ودينوا بتنفيذ العملية الانتحارية التي استهدفت مقهى في الجامعة العبرية في القدس، ما اسفر عن مقتل تسعة اشخاص في 31 تموز يوليو الماضي. كما ادين المتهمون الثلاثة بتنيفذ العملية الانتحارية التي استهدفت نادي بلياردو في ريشون ليتزيون جنوب تل ابيب في السابع من ايار مايو واسفرت عن مقتل 15 شخصا. الى ذلك، صرح رئيس المجلس القروي في بلدة برطعة شمال الضفة ان القوات الاسرائيلية ابلغت اصحاب 30 منزلا و20 محلا تجاريا ومصنعين بقرار هدمها خلال اسبوع بحجة عدم حصولهم على تراخيص بناء. وقال رئيس المجلس القروي في بلدة برطعة شمال غرب مدينة جنين غسان كبها ان "السلطات الاسرائيلية ابلغت اصحاب المحال التجارية الذين لا يقيمون بالبلدة بوجوب مغادرة البلدة فورا على الا يعودوا اليها ثانية". وكان الخط الاخضر الفاصل بين اسرائيل والاراضي الفلسطينية قسم عام 1948 بلدة برطعة الى قسمين، الاول في الضفة والثاني في اسرائيل. وباشرت الحكومة الاسرائيلية في حزيران يونيو الماضي اقامة جدار امني بينها وبين الضفة وادخلت اراضي قرية برطعة بشقيها داخل الحدود الاسرائيلية في تخطيطها للجدار من دون ان تعلن عن ضمها، لكنها صادرت الاف الدونمات فيها. ويفترض ان يمتد الجدار المؤلف من مجموعة من الاسيجة والخنادق والحواجز المجهزة بانظمة مراقبة الكترونية على طول "الخط الاخضر" الفاصل بين اسرائيل والضفة، اي بطول 350 كيلومترا. وسيمتد القسم الاول من الجدار على مسافة 120 كليومترا من الشمال الى الجنوب من قرية كفرسالم العربية في اسرائيل الى بلدة كفر قاسم على مسافة 20 كيلومترا شرق تل ابيب. وفي نابلس، صعدت قوات الاحتلال من هجمتها باعتقال صحافيين اجانب كانوا يغطون حصار جامعة النجاح واحتجزتهم في سجن جنيد. وقال الدكتور مصطفى البرغوثي ان الهدف هو منع الصحافيين من تغطية الجرائم التي تقوم بها بحق المواطنين والعتيم عليها اما الرأي العام العالمي. وفي غزة ... شهيد وتوغلات وفي قطاع غزة، قضى الفتى محمد زهير حسين 17 عاما صباحا في مخيم البريج متأثرا بجروح أصيب بها في انفجار يعتقد انه ناجم عن تحضير عبوة ناسفة. وقالت مصادر طبية أن الفتى وصل إلى مستشفى الشفاء قبل يومين مصابا بجروح وحروق في مختلف أنحاء جسده، ما تطلب إجراء عمليات جراحية له، لم تسعفه طويلا فاستشهد أمس متأثرا بها. وأعربت مصادر في المخيم عن اعتقادها بأن فتيين كانا يعدان عبوة ناسفة في إطار الاستعدادات التي يجريها مقاتلون فلسطينيون تحسبا لهجوم جديد على المخيم بعد فشل الهجوم السابق في تحقيق أهدافه رغم سقوط 10 شهداء فيه. ولفتوا إلى أن خللا فنيا على ما يبدو وقع أثناء تحضير العبوة، ما أدى إلى إصابة الفتيين. ونعت حركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" الشهيد حسين الذي شيع إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء وسط صيحات الغضب والدعوة إلى الانتقام. إلى ذلك، واصلت قوات الاحتلال ارتكاب جرائمها في مناطق القطاع. ففي مدينة دير البلح، توغلت قوات الاحتلال صباحا في حي البركة جنوبالمدينة المحاذي لمستوطنة "تل قطيف"، إحدى مستوطنات تجمع "غوش قطيف". وأشار شهود إلى أن قوات الاحتلال التي تتوغل في الحي باستمرار، أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة في كل الاتجاهات، وألحقت أضرارا بالغة في عدد من المنازل وحرمت السكان من مجرد الخروج من هذه المنازل. وفي مدينة خانيونس جنوب القطاع، قصفت قوات الاحتلال صباحا بالأسلحة الرشاشة الأحياء والمناطق الواقعة غرب المدينة من مستوطنة "نفيه ديكاليم" القريبة، إحدى مستوطنات "غوش قطيف". والأمر نفسه تكرر في مدينة رفح جنوب القطاع عندما قصفت قوات الاحتلال من موقع تل زعرب العسكري الإسرائيلي الواقع على الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر، الأحياء السكنية المحاذية للشريط، ملحقة أضرارا جسيمة بإعداد من المنازل. وأشار شهود إلى أن قوات الاحتلال المتمركزة في مواقع عسكرية في محيط مستوطنة "نتساريم" الجاثمة فوق أراضي جنوب مدينة غزة، اطلقت فجرا نيران أسلحتها في اتجاه السيارات والمواطنين على طريق صلاح الدين الرئيسة التي تربط شمال القطاع بجنوبه بغية إرهاب المواطنين، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. إلى ذلك، قتل مسلحون ملثمون مجهولون بعد ظهر أمس الفلسطيني نبيل خليل الديني 42عاما من مخيم البريج أثناء وجوده في المخيم. وقال شهود ل"الحياة" أن الملثمين الثلاثة أطلقوا عيارات نارية على الديني فاردوه قتيلا. ولم تعرف أسباب القتل حتى الآن، فيما لم يتسن الحصول على تعقيب رسمي حول الحادث.