حرصت الأطراف الرئيسية المشاركة في مؤتمر المعارضة العراقية، الذي بدأ أعماله أمس في لندن، على تأكيد اتجاهها نحو تسوية المسائل الخلافية وانجاح المؤتمر ليكون للمعارضة كيان معروف ومعترف به. وعلمت "الحياة" من مصدر بارز في المعارضة انه جرى في اليومين الماضيين بحث مفصل مع وفد ديبلوماسي اميركي في سيناريوات تتعلق باحتمال لجوء الرئيس العراقي صدام حسين الى الخارج، وكيفية التعامل مع هذا الخيار اذا حصل.راجع ص 4 و5 وألقى المبعوث الاميركي زلماي خليل زاد كلمة في جلسة بعد ظهر امس اكد فيها دعم الولاياتالمتحدة ل"العراقيين الأحرار" لإحداث "التغيير المطلوب" في العراق، وتمنى ان يلعب الجيش دوراً في هذا التغيير مشدداً على وجوب ترك العراقيين يقررون شؤونهم. وكان خليل زاد ابرز حضور جلسة الافتتاح الى جانب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة الكويتي السيد محمد الصقر وممثل عن السفير الكويتي في لندن هو السيد خالد الطراح. وتنشر "الحياة" اليوم نص مشروع البيان السياسي الذي سيعتمده المؤتمرون ربما بعد تعديلات. ورجحت مصادر مطلعة ان يصار الى تجنب نقاط الخلاف التي تتعلق خصوصاً بالمشاريع المتعددة للدستور العراقي المقبل، وبعض المسائل التفصيلية ومنها اعتماد الفيديرالية، كذلك ما يتعلق بمدينة كركوك. وكان واضحاً في كلمات الأطراف العشرة الذين تعاقبوا على منبر المؤتمر انهم يلتفون عند هدف تغيير النظام في العراق، وتتفاوت تعبيراتهم عن الأولويات، لكن ترددت عبارة "عراق ديموقراطي تعددي"، واعادة البناء. ولم يعارض أحد خيار الفيديرالية، لكن واحداً أو اثنين فقط نبها الى ان "الكلمة الأخيرة للشعب العراقي". وتحدث السيد عبدالعزيز الحكيم ممثل "رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق" كممثل لأبرز قوة سياسية، وظهر رئيسا الحزبين الكرديين مسعود بارزاني وجلال طالباني كقاعدة ثبات للمعارضة، خصوصاً ان بارزاني دعا الى عدم "مصادرة حقوق" القوى التي غابت عن المؤتمر. اما رئيس "المؤتمر الوطني العراقي" أحمد الجلبي فحاول الظهور كصانع للمؤتمر، وحرص على شكر الرئيس الاميركي على "التفاتته" بتعيين مبعوثه زلماي خليل زاد باعتباره "مسلماً من بيئتنا لمساعدتنا في حل مشاكلنا". وأوضحت مصادر ديبلوماسية ان أطراف المعارضة خشيت عدم نجاح مؤتمر لندن بعدما الجانب الاميركي بأنه اذا لم تنجح هذه الصيغة فقد يستبدلها بمؤتمر آخر يرتكز على "المؤتمر الوطني العراقي" وحده. وفي بغداد انتقد عبدالجبار الكبيسي، رئيس "التحالف الديموقراطي العراقي" المعارضة الموجودة في العراق مؤتمر لندن، واعتبر انه "لا يمثل المعارضة بدليل ان الكثير من القوى الوطنية تقاطعه". وفي بيروت، أعلن مصدر رسمي ان العراق سلم لبنان الذي يتولى الرئاسة الدورية للقمة العربية، رسالة اكد فيها التزامه قرارات قمة بيروت المتعلقة بالحالة بين العراق والكويت. وعلى صعيد الحشد العسكري الاميركي والتحضيرات لحرب محتملة على العراق، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين دفاعيين ان البنتاغون اصدر أوامر الى 27 ألف عسكري من قوات الاحتياط والحرس الوطني بالاستعداد لاستدعائهم الى الخدمة. وتظاهر آلاف في باريس ومدن فرنسية اخرى، وكذلك في كوبنهاغن ضد الحرب، فيما رفضت السلطات المصرية منح ترخيص بعقد مؤتمر شعبي مناهض لضرب العراق. وفيما كثف المفتشون نشاطهم، وعدت بغداد بأن تقدم قريباً لائحة بأسماء العلماء الذين عملوا في برامج التسلح.