بعد ساعات على تلويح ادارة الرئيس جورج بوش بالسلاح النووي للرد على اي هجوم بأسلحة الدمار الشامل وقع وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اتفاقاً لتقنين الوجود العسكري الاميركي في قاعدة العديد في قطر. وعلمت "الحياة" ان مدة الاتفاق عشرون سنة، وهو يتوّج محادثات استمرت 12 شهراً. راجع ص2 و3 و4 و8 وفيما حذر الرئيس حسني مبارك من ان احتمالات شن حرب على العراق تبلغ خمسين في المئة، وانها ستؤدي الى كارثة، شدد الرئيس السوري بشار الاسد على ان اي عمل عسكري في ذلك البلد يجب استناده الى قرارات الاممالمتحدة، تزامن ذلك مع شكوى قدمتها بغداد الى جامعة الدول العربية احتجاجاً على "عدم التزام الكويت قرارات قمة بيروت وعدم احترامها سيادة العراق واستقلاله وحرمة اراضيه". وقال وزير الخارجية ناجي صبري في رسالة الى الامين العام للجامعة عمرو موسى ان الكويت "تتدخل بشؤون العراق بدعوتها عناصر من المعارضة والتنسيق معها". واذ واصل المفتشون عملياتهم في العراق، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران ان الحرب "لا تزال ممكنة لكنها لم تعد حتمية"، في حين وصف وزير الخارجية دومينيك دوفيلبان مهمات المفتشين بأنها تتواصل "في ظروف مرضية". ونقلت وكالة الانباء السورية عن الرئيس الاسد قوله لدى استقباله الاميركي واين اوينز مدير "مركز الشرق الاوسط للسلام والتعاون الاقتصادي"، ان "اي عمل في العراق يجب ان يتم وفق قرارات وتقويمات الاممالمتحدة، وسورية تعمل مع المجموعة الدولية لحل سلمي في العراق وتجنيبه حرباً لا يعلم احد الى اين ستؤدي". وشدد على "ان فقدان الامل والحقوق والكرامة والسيادة هو العامل الاساسي الذي يؤجج العنف والصراع، والاستقرار والامن لن يتحققا الا بإنهاء الاحتلال واعادة الحقوق والاراضي الى اصحابها الشرعيين". في الدوحة وقّع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الدفاع الاميركي امس اتفاق العديد التنفيذي الذي سيقنّن الوجود العسكري الاميركي في هذه القاعدة القطرية. واعلن الشيخ حمد في مؤتمر صحافي مشترك ان الاتفاق "جزء من العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين، وهو ليس موجهاً ضد العراق او اي دولة اخرى". واشار الى ان اميركا وقطر ترتبطان باتفاق دفاعي وقّع بعد احتلال الكويت عام 1990، مشدداً على ان الاتفاق الجديد لا يهدف الى المشاركة في اي عمل عسكري ضد العراق. ونفى الوزير القطري اي اتصال بين بلاده والمعارضة العراقية، وقال: "نحن دولة صغيرة ولا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول". وعلمت "الحياة" ان الاتفاق مدته 20 سنة ويسمح باستخدام الاميركيين قاعدة العديد، ووصفه رامسفيلد بأنه يحسّن القدرات العسكرية الاميركية. وشدد على ضرورة احترام العراق القرارات الدولية وان يتخلص من اسلحة الدمار الشامل، واصفاً اياه بأنه "خطر على المنطقة والعالم". واستدرك ان لا علاقة بين الاتفاق والعراق. وقال الوزير القطري: "نحرص على الحل السلمي من خلال الاممالمتحدة". وحضر توقيع الاتفاق قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال تومي فرانكس الذي يشرف في قطر على مناورات عسكرية ضخمة. معلومات استخباراتية في نيويورك اكدت مصادر اميركية ان ادارة بوش "ستقدّم قريباً معلومات استخباراتية" الى لجنة التفتيش "انموفيك" في العراق، تتضمن "مواقع محددة" واسماء علماء عراقيين لاستجوابهم في ما يسمى "قائمة الاولويات" لما تراه واشنطن ضرورياً في تنفيذ مهمات التفتيش. وذكرت المصادر ان رئيس اللجنة هانس بليكس ينتظر معلومات استخباراتية اميركية وبريطانية، قبل ان يقدم الى الحكومة العراقية قائمة بأسماء العلماء العراقيين الذين يريد استجوابهم. وكان اكد اول من امس انه لم يطلب رسمياً من بغداد اعطاءه قائمة بأسماء العلماء، واشار الى انه يتوقع ان يقدم "تقويماً اولياً" الى مجلس الامن للبيانات العراقية المتعلقة ببرامج التسلح في 19 الشهر الجاري. وعن النسخ المنقّحة من البيانات والتي ستقدم الى الدول العشرة المنتخبة في المجلس، قال بليكس انه يتوقع آراء الدول الدائمة العضوية بحلول غد، على ان تكون تلك النسخ جاهزة الاثنين.