طمأن رئيس فرق التفتيش الدولية هانس بليكس اعضاء مجلس الأمن الى انهم سيحصلون على ملخص مهم لملف الأسلحة العراقي في أقرب وقت ممكن. ولم يستبعد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان "انهيار كل شيء العمل الديبلوماسي وليصبح استخدام القوة ضرورياً" وفيما واصل العراق تنديده ب"استيلاء" واشنطن على الملف، منتقداً المنظمة الدولية ايضاً، أعلنت موسكو انها حصلت على نسخة منه، وأيد الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر ضرورة السماح لسورية، كونها عضواً في مجلس الأمن، بالإطلاع عليه. وأشادت فرنسا بعمل المفتشين. نيويورك، واشنطن، بغداد، باريس، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب، أ ب - قال الرئيس التنفيذي للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك هانس بليكس انه سيسلم مقتطفات من الملف العراقي الى الاعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الامن الاثنين المقبل، وسيقدم تحليله الاولي لملف الاسلحة العراقي في كانون الاول ديسمبر الجاري. واعرب عن امله في ان تساعده الدول الخمس دائمة العضوية التي حصلت على الملف في حذف كل المواد الحساسة مثل شرح كيفية صنع القنابل من الوثائق التي ستحصل عليها الدول العشر الاخرى في المجلس. وتحلل الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين حوالى 12 الف صفحة ضمها الملف العراقي وسلمتها بغداد الى الاممالمتحدة مطلع الاسبوع. وفي اول اشارة الى الملف وزعت الاممالمتحدة الاثنين مجموعة من الوثائق تضمنت معلومات عن جهود تصنيع قنبلة نووية وابحاثاً عن الحرب البيولوجية وقائمة بالجهات الاجنبية التي مدت العراق بأسلحة دمار شامل، وهي قائمة قد تثير الكثير من الحرج. واعرب بليكس عن معارضته نشر اسماء تلك الجهات لأن ذلك سيجعل الشركات تعزف عن التعاون مع المفتشين. انان: الاممالمتحدة ليست لعبة في يد اميركا قال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان بعض اعضاء مجلس الامن انتقدوا واشنطن لخرقها الصفوف وانتزاعها السيطرة على ملف الاسلحة العراقي الذي كان موجهاً اصلاً الى المفتشين وحدهم، غير انه رفض الاتهامات التي ذهبت الى ان الاممالمتحدة بسماحها بهذه المناورة اثبتت انها ألعوبة في يد واشنطن. حملة ضغوط مكثفة وكان ديبلوماسيون ومسؤولون اميركيون اعلنوا الاثنين انه بعد حملة ضغط مكثفة تسلمت الولاياتالمتحدة نسخة مبكرة وكاملة من الملف الذي قدمه العراق عن برامج اسلحته وارسلته سريعاً الى واشنطن لتحليله. وقال انان "أجمعت المجموعة على ان القرار ربما كان في جوهره صائباً لكن الاسلوب والمنهج والشكل كان معيباً لأن المجلس كان قرر يوم الجمعة الماضي ألا يحصل أحد عليه". وكان انان يتحدث في مناسبة الذكرى السنوية السبعين لتأسيس النشرة العالمية لهيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي واضاف: "لم يكن القرار موفقاً وأرجو الا يتكرر". واستدرك: "ولكن ايضاً ان من يظنون ان الاممالمتحدة تتلاعب بها الولاياتالمتحدة أدعوهم الى النظر الى وراء، الى فترة الثمانية اسابيع التي كنا نناقش فيها المسألة، وكانت واشنطن تشعر بخيبة امل شديدة في ان الامور لا تتحرك بالسرعة الكافية". وواصل العراق امس تنديده بالطريقة التي حصلت بها واشنطن مساء الاحد على الملف، معتبراً "استيلاء" الولاياتالمتحدة على الوثيقة "سابقة خطيرة في التعامل الدولي". وقال رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني البرلمان العراقي سالم الكبيسي ان "استيلاء اميركا" على التقرير العراقي يمثل "اهانة صريحة لمجلس الامن والاممالمتحدة واستهانة بالقانون والاعراف الدولية". واضاف "انها سابقة خطيرة في التعامل الدولي". واوضح ان "تاريخ المنظمة الدولية لم يؤشر الى مثل هذا التصرف ولم يسبق ان لجأت دولة تحترم نفسها الى مثل هذه الاساليب التي تمثل خروجاً على القانون". وكان متحدث باسم الخارجية العراقية اعتبر عملية حصول الولاياتالمتحدة الاميركية على النسخة الاصلية من الاعلان العراقي حول برامج تسلحه "ابتزازا غير مسبوق في تاريخ الاممالمتحدة". وفي واشنطن وصف المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر الموقف العراقي بأنه "مثير للسخرية". وقال خلال مؤتمر صحافي "انه تصريح مثير للسخرية ويتماشى مع تنديد العراق بالمبادرات الدولية المشتركة التي تقرها الاممالمتحدة". أما صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في العراق، فرأت ان ما قامت به واشنطن اشبه بأساليب "عصابات المافيا". وحذر الكبيسي من ان هذه العملية "يمكن ان تكون لها اهداف اخرى تأتي في مقدمها محاولة تشويه الحقائق التي وردت في الاعلان العراقي من اجل ايجاد مسوغ او مبرر لعدوانها المحتمل على العراق". وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان ان عمل المفتشين الدوليين في العراق يتم وسط "ظروف مرضية"، وقال: "نحن مستمرون في اعطاء فرصة للسلام". واكد في تصريح أدلى به أمام الجمعية الوطنية البرلمان، ثقته ودعمه للمفتشين، مشيراً الى ان فرنسا تعد "تقويمها الخاص" لملف الأسلحة. وجدد قوله ان "اللجوء التلقائي الى القوة" مستبعد. وان "الحرب ليست قدراً لا مفر منه خصوصاً ان عملنا مبني على تغليب الحق والاخلاق على القوة".