حذرت إيران من فرض واشنطن "ديكتاتورية جديدة" في العراق، فيما أنهت ثلاث قوى عراقية معارضة محادثاتها في طهران، واستعدت للمشاركة في مؤتمر لندن المقرر عقده الجمعة. وأكد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني خلال استقباله زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، أن أميركا تريد تنصيب ديكتاتوراً في بغداد. وأضاف ان واشنطن "لا تنوي أبداً إقامة نظام مستقل وحر في العراق، بل تريد إقامة ديكتاتورية جديدة لتحقيق مصالحها ومصالح النظام الصهيوني". وتزامنت محادثات بارزاني مع زيارة قام بها إلى إيران أيضاً أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي المعروف بصلته الوثيقة مع الولاياتالمتحدة. وعلمت "الحياة" من مصادر عراقية معارضة أن الجلبي نقل بعض الأفكار الأميركية إلى الجانب الإيراني، لكن اللافت أنه لم يجتمع مع مسؤولين بارزين. وعقدت لقاءات ثنائية بين الجلبي وبارزاني والسيد محمد باقر الحكيم رئيس "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" في العراق، خلال مائدة عشاء دعاهم إليها مسؤولون في "الحرس الثوري" الذي أبلغ "فيلق بدر"، الجناح العسكري للمجلس الأعلى، رفضه أي تعاون مع الحملة الأميركية المرتقبة على العراق. وحرص بارزاني على طمأنة المسؤولين الإيرانيين إلى عدم وجود نية لدى الأكراد لإقامة دولة مستقلة في شمال العراق. وأكد في رده على سؤال ل"الحياة" ضرورة إقامة نظام برلماني ديموقراطي بإرادة الشعب العراقي، مجدداً رفضه أي حكم عسكري. وأوضح أنه أبلغ موقفه هذا إلى الإدارة الأميركية التي طمأنته إلى عدم سعيها إلى إقامة نظام عسكري في بغداد. وركز على أنه لم يدخل بعد في التفاصيل مع واشنطن لمناقشة التغيير الذي سيحصل في العراق، مؤكداً أن كل المؤشرات يدل على أن الحرب ستقع. ورافق بارزاني عدد من النواب الأكراد في البرلمان الإيراني، وشدد على أن المناطق الخاضعة لسيطرته في شمال العراق لم تشهد منذ 10 سنوات أي اعتداءات تنفذ ضد إيران انطلاقاً من تلك المنطقة. وعشية مؤتمر لندن زار إيران أيضاً ممثل زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتقاسم مع بارزاني السيطرة على شمال العراق منذ 1991.